شهدت مدينة منيا القمح بالشرقية فى عام 2012، حادثاً هز قلوب الأهالى.. لا يزال الرائد محمد الحسينى رئيس مباحث مركز شرطة منيا القمح، يتذكر تفاصيل الجريمة التى كشف عنها بعد 3 أيام. الرائد «الحسينى» يقول ل«الوطن»: تلقيت بلاغاً من صاحب محل ديكورات باختطاف زوجته «هدى» 30 عاماً، من داخل مسكنها بقرية كفر الغنيمى التابعة للمركز.. انتقلت إلى مكان الواقعة، وتبين أن الضحية هى الزوجة الثانية للمبلغ وتربطهما علاقة طيبة، وليس لديها خلافات مع أحد. أنا رجعت مركز الشرطة وجلست مع اللواء على أبوزيد مدير إدارة البحث الجنائى -فى ذلك التوقيت- ووضعنا خطة بحث وتحرٍّ.. وانتقلت مرة أخرى إلى مكان الجريمة بصحبة فريق من نيابة حوادث منيا القمح، بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام الأول لجنايات جنوبالشرقية، وتم معاينة المنزل وتبين سلامة نوافذ المنزل وجميع محتويات الشقة. خطة البحث استهدفت فحص علاقات المجنى عليها والمترددين عليها ومناقشة عدد من الجيران وشهود العيان، وذلك على مدى يومين متواصلين.. وبدأنا الإمساك بأول خيط فى القضية عندما أكدت إحدى الجيران أن شقيقة زوج المجنى عليها هى آخر من تردد عليها قبل اختفائها مباشرة.. تم استدعاء المتهمة مرة أخرى بعد أن تم استجوابها وأنكرت رؤيتها للمجنى عليها قبل اختفائها، وتمت مواجهتها بأقوال الجيران وأنكرت للمرة الثانية، مما أثار الشبهات حولها، وتم التحقيق معها عدة ساعات متواصلة، بالاشتراك مع فريق المباحث، لتنهار بعدها وتروى تفاصيل الجريمة. تقول المتهمة «رئيفة»، 53 عاماً: «يا باشا أنا اللى قتلتها ومش كنت عاوزة أقتلها بس هو دا اللى حصل وربنا يسامحنى.. هى كانت الزوجة التانية لأخويا وأنا شوفت أنها هى سبب الخلاف اللى حصل بينه وبين زوجته الأولى.. وأنها لازم تتطلق عشان أخويا يرجع لمراته الأولى عشان خاطر عياله.. وفى يوم الحادثة أنا رحت لها البيت وقعدنا نتكلم وقلت لها انتى حرام عليكى خليتى أخويا يسيب مراته عشان يتجوزك، انتى لازم تسيبيه عشان خاطر عياله.. طردتنى من البيت وتطور الموقف واتخانقنا.. وشنقتها بشال وهى قاعدة على الكرسى فى الصالة، لحد ما ماتت، وبعد كده فكرت اتخلص من الجثة عشان محدش يعرف.. وهى كان حجمها ضئيل، حوالى 50 كيلو فروحت جبت ملاية سرير وشوية ملابس نايلون وحطيتها فى الملاية وغطيتها بالملابس وشيلتها على راسى كأنى شايلة هدوم.. ومشيت عدة كيلومترات لحد ما وصلت ترعة الألفية التى تمر من أمام القرية، وقررت أحرق الجثة عشان محدش يتوصل لها». المتهمة تضيف: «وضعت الجثة على الأرض والجو كان مظلماً جداً واتلفت حواليا واطمنت أن مفيش أى حد ممكن يشوفنى وأشعلت النيران فى الجثة والملابس النايلون اللى غطيتها بيها كانت بتساعد على اشتعال الحريق أكتر، واستمريت 3 ساعات لحد ما النار أكلت الجثة بالكامل، وبقى شوية عظام رميتهم فى الترعة ما عدا شوية صغار مش شوفتهم، وبعد كده رجعت على البيت بسرعة ودورت عليها مع الأهالى لحد ما اتقبض عليا». الرائد «الحسينى» يتحدث عن الواقعة من جديد: «اصطحبت قوة من مركز الشرطة ونيابة منيا القمح المتهمة، التى قامت بتمثيل الجريمة كاملة بداية من توجهها إلى منزل المجنى عليها حتى قيامها بقتلها وإشعال النيران بجثتها، وذلك بعد أن أرشدتنا عن مكان التخلص من الجثة والعثور على رفات بعض العظام، وأحيلت المتهمة إلى محكمة الجنايات».