حض صندوق النقد الدولي، اليوم، الدول العربية وخصوصا تلك التي تمر بمرحلة انتقالية نتيجة الثورات على تبني المزيد من الإصلاحات لتحقيق تطلعات شعوبها وضمان السلم العالمي. وقالت مديرة الصندوق كريستين لاجارد -في ختام مؤتمر "بناء المستقبل- الوظائف والنمو والمساواة في الوطن العربي الذي عقد في عمان على مدى يومين بحضور أكثر من 200 مسؤول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشارت لاجارد إلى أنه على جميع دول المنطقة أن تتحسن وهذا من مصلحة شعوبها، موضحة، أن ذلك لا يكون عبر دعم حكومي معتل ولا عبر ديون متصاعدة، وتستطيع تلك الدول أن تكون ذات سيادة وأن تلبي في نفس الوقت تطلعات شعوبها. وأضافت مديرة صندوق النقد، أن تلك الدول التي حددت مسارها وتبنت نظاما ملتزما وجدت فعليا الضوء في نهاية النفق، وتابعت لاجارد قائلة: كلي ثقة بأن المنطقة تستطيع فعل ذلك، إن الإصلاحات يمكن أن تصبح جزءا لا يتجزأ من تقاليدها وإن هناك تقدما يخدم المرأة والرجل في هذا الجزء من العالم. وأوصى المؤتمر بأن تتم مراجعة الإنفاق الحكومي بما يحقق عدالة وكفاءة أكبر ونموا شاملا وإيجاد موارد تعزز الإنفاق العام، ودعا دول المنطقة إلى تحسين مستوى الحوكمة والشفافية بشكل كبير لتكون هناك محاسبة بشكل أفضل وبالتالي يكون هناك مجال أكبر للاستثمار. من جانبه، قال الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي -خلال جلسة خصصت لمناقشة التحول الاقتصادي- إن حجم التحديات في ليبيا كبير، فهي تخوض تجربة جديدة كليا، مضيفا "ليبيا تحتاج إلى قيادة لها رؤية، القيادة التي تحقق الأمن والاستقرار والمصالحة والتوافق". من جهته، أشار محمد بوسعيد وزير المالية والاقتصاد المغربي، إلى أن معدلات البطالة في بلده انخفضت من 12.9% عام 2000 إلى نحو 9.4% بداية العام الماضي، داعيا إلى خلق فضاء حر ومنفتح بين البلدان العربية، مضيفا "في بلداننا العربية لم نستطع حتى الآن خلق فضاء واسع يتسع لجميع بلداننا العربية ويعود بالنفع على شعوبها". بدوره، حض رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور، صندوق النقد الدولي على إعادة النظر في تقنياته لأن النمو الاقتصادي غير ممكن وحل مشكلة البطالة غير ممكن عندما تكون هناك موارد قليلة وموازنة مرهقة مخفضة إلى الحد الأدنى، داعيا إلى المزج بين الخبرة المحاسبية الصرفة ومراعاة الأهداف الاجتماعية والبطالة والوصول إلى المناطق المحرومة والناس الأكثر هشاشة. وأضاف النسور، أنه يجب تنمية المنطقة ككل وبالتالي يصبح الإقليم كله آمنا ويسود السلام العالمي.