سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دخلنا التجربة.. واتصلنا بالخط الساخن لمدة 3 أيام.. ولم يرد علينا أحد مواطنون: نأتى من المحافظات للاستعلام عن شكوانا.. ونسمع رداً واحداً: «تابعوا عن طريق التليفون»
رغم معاناته من إعاقة قدميه، فإن صلاح زكى صاحب ال65 عاما لم يجد بديلا عن السفر من قريته «طحانوب» بمحافظة القليوبية إلى القاهرة قاصدا ديوان المظالم لتقديم مظلمته إلى رئاسة الجمهورية، بعد عجزه عن توصيل شكواه عبر الخط الساخن، وفشل جميع محاولاته التى قدرها ب20 محاولة غير مجدية. ولم تكن مظلمة صلاح الوحيدة التى ضلت طريقها للوصول عبر خطوط الاتصالات إلى ديوان المظالم، ما دفع «الوطن» إلى تبنى محاولة الاتصال بالخط الساخن على مدار 3 أيام متتالية، للتأكد من جدية تلك الأداة فى توصيل شكاوى المواطنين إلى مؤسسة الرئاسة، لكن محاولاتنا لم تكن مجدية أيضا. فى يوم السبت 8 أغسطس 2012، اتصلت «الوطن» فى الساعة 1٫30، وتكررت المحاولة فى نفس اليوم 3 مرات أخرى فى الساعات 2 و4 و6، وكانت النتيجة واحدة، فبمجرد الاتصال يسمع المتصل رنة جرس واحدة، ثم ينقطع الاتصال تماما، وتكررت نفس المحاولة فى اليومين التاليين الأحد والاثنين 9 و10 أغسطس فى التاسعة صباحا، ومع دقات الساعة العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة، ثم الثالثة والرابعة والخامسة والسابعة مساء، كانت النتيجة واحدة «رنة جرس ثم انقطاع الخط». بداية معرفة المواطنين بالخط الساخن جاءت بعد مرور 10 أيام على افتتاح مقرين لديوان المظالم بقصرى الرئاسة بعابدين وحدائق القبة، عندما خرج المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية ليعلن عن تشغيل الخط برقم «16980» لاستقبال شكاوى المواطنين، بدلا من اصطفاف عشرات المئات من أصحاب المظالم يوميا أمام قصور الرئاسة، وتحمل مشقة السفر من محافظات مصر المختلفة، لتوصيل شكاواهم. وقامت وزارة الاتصالات بالاتفاق مع إحدى شركات الاتصالات الخاصة لكى تتولى تشغيل الخدمة واستقبال المكالمات وإرسالها إلى المسئولين. وبدأت الشركة فى استقبال مكالمات المواطنين من مختلف محافظات مصر، فى الأيام الأولى لتشغيل الخدمة، حسب جمعة شعبان، أحد أبناء محافظة الشرقية، الذى قال إنه اتصل من مدينة ههيا عن طريق الخط الساخن فى 9 أغسطس الماضى وقدم مظلمته، وأخذ رقما للشكوى وطلب منه الموظف متابعة الاتصال لكى يستعلم عن الشكوى، ويضيف «جمعة» أنه رغم طول الانتظار أثناء المكالمة من خلال رسالة مسجلة نصها «برجاء الانتظار وسوف يقوم أحد موظفينا بالرد عليكم حالا»، فإنه أتم المكالمة، لكن منذ 4 أيام حاول الاتصال بالخط الساخن لمتابعة الشكوى مرة أخرى لكنه لم يرد عليه أحد، ما دفعه إلى السفر إلى القاهرة للاستفسار عن مظلمته. ونفى أحد موظفى ديوان المظالم الذى رفض ذكر اسمه، علمه بوجود أى أعطال فى استقبال المكالمات، موضحا أنه ليس له علاقة بالخط الساخن وإنما دوره يقتصر على استقبال الشكاوى من المواطنين داخل مقر الديوان. نفس الشكوى تكررت من عصام خيرى من المرج قائلا إنه اتصل بالتليفون وعرض مشكلته وطلب منه الموظف متابعة الرد على مشكلته بالاتصال مرة أخرى، وعندما حاول الاتصال لم يستطع بسبب عطل الخط الساخن، وعندما جاء للاستفسار عن مشكلته وجد الموظف يطلب منه الاستفسار عن طريق التليفون مثلما قدم مشكلته عن طريق التليفون، رغم أن الموظف الذى استقبل مشكلته فى التليفون استفسر عن اسمه ورقمه القومى ومشكلته ومنحه رقما مسلسلا لكى يستعلم من خلاله عن الخطوات التى اتخذها بخصوص الشكوى.