حتى قبل فترة قصيرة لم يكن سكان أنقرة، يعرفون عن هذه الأزمة لدى الجارة الجنوبية إلا ما يصلهم عبر وسائل الإعلام، أما اليوم فقد بدأت تداعيات هذه الحرب تدق أبوابهم في قلب العاصمة. ووقعت مواجهات بين لاجئين سوريين وسكان حي (حاجيلار) الواقع في ضواحي أنقرة، وقام أتراك مساء الأربعاء بإحراق مبنى يعيش فيه سوريون ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، ولم يعد الأتراك في هذا الحي يخفون ضيقهم من تزايد عدد اللاجئين السوريين في حيهم. ومنذ مطلع 2014 استقر نحو 2500 سوري في حي حاجيلار، وتحقق هذا الأمر بمبادرة من بلدية الحي التي يسيطر عليها أنصار حزب العدالة والتنمية التركي، وذلك في إطار سياسة "الأبواب المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين الفارين من المعارك الدائرة في سوريا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه. ولم تعد المخيمات المقامة على مقربة من الحدود بين البلدين قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين، وتستطيع هذه المخيمات استقبال نحو 220 ألف شخص، إلا أنها باتت تستقبل أكثر من مليون، حسب السلطات السورية. وتوزع الكثير من السوريين على عدد من المدن التركية، ويعمل بعضهم في مهن متواضعة في حين يعمد آخرون إلى التسول ما أثار حساسية السكان المحليين. وقال أحد سكان حي حاجيلار-رفض الكشف عن اسمه- إن هؤلاء الناس لا يعملون، وكل ما يريدونه هو الحصول على المساعدات، وعندما يحصلون عليها من منظمات غير حكومية يعمدون إلى بيعها بأسعار متدنية. ووقعت، أمس الأول، مشاجرات في مدينة حسا الصغيرة الواقعة في جنوب شرق البلاد على مقربة من الحدود مع سوريا مما أدى إلى وقوع 4 جرحى، حسب ما نقلت وسائل الإعلام المحلية. وتؤكد السلطات التركية، أن هذه الحوادث معزولة، لكن العديد من المعلقين لا يخفون قلقهم خاصة عبر الصحف وحتى تلك المقربة من الحكومة. من جانبه، كتب المعلق إيلنور تشيفيك في صحيفة "دايلي صباح"-المقربة من الحكومة- أن حادثة أنقرة يمكن ألا تكون سوى البداية لتنتقل هذه المشاكل إلى مناطق أخرى من تركيا، وأشاد بقيام حكومة أردوغان بصرف نحو ملياري دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، إلا أنه لم يتردد في وصف الوضع بأنه يحمل بوادر تفجير. وقال تشيفيك: لقد توزعوا في كافة أنحاء البلاد خارج أي سيطرة، مضيفا "والمشكلة لم تعد أمنية فحسب بل باتت اجتماعية".