أحمد الله أنني عشت إلى هذا اليوم الذي أضحك فيه من قلبي، دون أن أخرج وفي قلبي غصة مما نراه في السينما المصرية من حالة تردي وانحدار أخلاقي، وانعدام للحرفية والمصداقية رغم وجود الشباب المبدعين الذين قلت أعمالهم؛ نتيجة تكالب بعض من فئة المنتجين على الربح السريع دون الاهتمام بالأبعاد التي تتركها أعمالهم في الشارع. وربما تكون (رحلة رامز) قصيرة في مجال البطولة، إلا أنه تفوق وبشدة من وجهة نظري أصبح ينافس على لقب النجم الأول، ولكن هذا النجاح الساحق الذي حققه فيلم (مراتي و زوجتي)، وهذه الحالة الرائعة والممتعة لا تنسب ل "رامز" وحده، ولكن علينا أن نشير أن وراء هذا النجاح منتج محترف يدعى وليد صبري، منتج بالمعنى الحقيقى للكلمة، لديه القدرة على اختيار موضوع و اختيار نجم، واختيار مخرج، و يعرف ما معنى كلمة توزيع سينمائي، ويستطيع أن يجمع توليفة سينمائية تحقق نجاح عمل فني. (مراتي و زوجتي) حين شاهدته في مجمع سينمات "سيتي ستارز" وجدت عائلات وشباب، وصغار كادو أن ينفجروا من حالة الضحك الهيستيري الذي خلقها "رامز جلال" و "إدوارد" دون أي لفظ خارج، أو أي إشارة أو إيماءة فيها خروج عن اللياقة وحدود الأدب العام، إنها كوميديا حقيقية خلقت من موضوع بسيط. هو علاقة الزوجة بزوجها داخل البيت، ومدى التأثر الذى يمكن أن يكون سلبيا أو إيجابيا على المرأة بسبب عملها، والكوميديا في الفيلم أتت من المواقف المبررة دراميًا دون افتعال أو مغالاة أو استخفاف، واستطاع المنتج أن يأخذنا في رحلة ليُرينا جمال أفريقيا، وعاداتهم وتقاليدهم المختلفة، فأصبح المتفرج لديه معلومة وصورة سينمائية نظيفة، ورؤية للخطأ الذي وقعت فيه "شيري عادل" من خلال دورها في الفيلم كزوجة. وأيضًا من خلال الخطأ الذي وقع فيه "رامز" حين سافرإلى "جومبره"، وضحك من قلبه على أفعال ربما تحدث من قبيل الصدفة، أو ربما تكون نابعة من موقف يحدث فيه سوء للفهم، وكلها عوامل من وجهة نظر الكوميديا تؤدي للضحك. في النهاية الفيلم في مجمله حالة فنية غاية في الروعة إخراجيًا وتمثيليًا، وتصوير، وموسيقى، واختيار أماكن تصوير، واختيار موفق للممثلين، فجميعهم أبدعو. إلى أبطال الفيلم جميعًا من مصر ومن أفريقيا، من سائقي السيارات حتى المنتج، والمخرج.. "شابوه".