قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس ادهانوم، إن المنظمة والجهات العلمية البحثية، يعملون بسرعة للتوصل الى العلاج واللقاح والحلول المطلوبة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، مؤكدا أن الآليات لن تسمح بوضع حد للوباء، ما لم يتمكن الجميع حول العالم من الولوج الى تلك العلاجات والتكنولوجيا على قدم المساواة. وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة، فى مؤتمر صحفى مساء اليوم فى جنيف، أن نماذج الأسواق التقليدية لن تسمح بايجاد حلول، وبالمقياس اللازم لتغطية الاحتياجات على مستوى العالم بأسره، وهو ما يجعل من الضرورى أن يتفق الرؤساء والحكومات والشركات على الآلية لتمكين الجميع من الوصول الى تكنولوجيا وحلول وعلاجات كورونا المستجد وبأسعار معقولة. وأشار أدهانوم، الى أن منظمة الصحة سوف تطلق خلال الأسابيع القادمة منصة لتبادل المعلومات الصحية بشأن كورونا المستجد. أدهانوم: لا تضارب بين الاستثمار فى مجال الصحة وبين الاقتصاد وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن من الدروس المستفادة مؤخرا أن الدول عندما تقوم بتنفيذ استراتيجيات شاملة فهى تستطيع السيطرة على الفيروس، مشيرا الى أنه لا تضارب بين الاستثمار فى مجال الصحة وبين الاقتصاد، وأن الاستثمار وتعزيز الأنظمة الصحية هو ما يكفل مواجهة أى من الطوارئ أو الأوبئة التى قد تلحق أضرارا جسيمة باقتصادات الدول. وعلى صعيد آخر، قال أدهانوم، إن منظمة الصحة العالمية سوف تنشر ارشاداتها بشأن مرض يظهر على الأطفال وله أعراض مشابهة لمرض كوزاكى، وحيث يشتبه فى أن هناك رابط بينه وبين كورونا المستجد، ودعا الإخصائيين فى مختلف مناطق العالم الى توخى الحذر وجمع المعلومات والعمل مع السلطات لفهم هذا المرض الذى يطال الأطفال. من جانبها، قالت خبيرة المنظمة الدكتورة ماريا فان كيركوف، إن المنظمة ناقشت المعلومات التى تصلها عن هذا المرض منذ وصلتها لأول مرة من الأخصائيين فى المملكة المتحدة، كما طلبت المنظمة من الدول أن ترفع تقاريرها عن المرض الجديد ووتيرته. وأشارت فان كيركوف، إلى أنه يبدو أن المرض نادر للغاية ولكن هناك حاجة لمعرفة إن كان هناك رابط بينه وبين كورونا وأن يمد الاخصائيون المنظمة بكل المعلومات حتى يمكن ايجاد العلاج المناسب. المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ: قلقون ازاء الوضع فى اليمن وردا على سؤال للصحفيين حول تطورات كورونا المستجد فى منطقة الشرق الأوسط، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الدكتور مايك رايان، إن ديناميات حركة الفيروس وتطوره فى الشرق الأوسط مختلفة، وإن كانت الأرقام فيما يتعلق والزيادات فى الحالات تكاد تكون ثابتة برغم بواعث القلق ازاء عدد من البلدان مثل سوريا و اليمن والعراق. وأضاف رايان، أن الاختلاف فى الشرق الأوسط هو بين البلدان الغنية وبين الأخرى التى لديها أنظمة صحية ضعيفة أو هشة. وردا على سؤال حول اليمن، أعرب رايان عن القلق ازاء الوضع فى اليمن، وقال إنه لا يدعو الى التفاؤل وذلك فيما يخص تطور عدد حالات الاصابة بكورونا المستجد سواء فى شمال اليمن أو جنوبها، ولفت إلى أن المنظمة نظمت العديد من فرق الاستجابة هناك ولكن ما زالت هناك حاجة الى الكثير منها من أجل تتبع الحالات، كما أن المنظمة قامت بتدريبات سريعة للأطباء والممرضات وأنشأت مراكز لتشخيص المرض ومختبرات فى 4 مدن يمنية، كما تم ارسال الآلاف من الاختبارات الى الشمال والجنوب. وأكد رايان، أن المنظمة تواجه ظروفا صعبة فى اليمن.ووجه المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة الشكر فى المؤتمر الصحفى الى دول الخليج، وأشار الى أنها تمد المنظمة بكافة المعلومات الخاصة بأوضاع العمالة المهاجرة هناك والذين يعيشون فى أماكن خاصة بهم. من جانبه، أطلق الرئيس الكوستاريكى كارلوس ألفارادو، الذى شارك كذلك فى المؤتمر الصحفى عبر الانترنت، مبادرة سوف يتضمنها مقترح مشروع قرار سيقدم الى جمعية الصحة العالمية الأسبوع القادم لضمان النفاذ بالتساوى الى لقاح كورونا، كما تهدف الى ايجاد سجل عالمى للبراءات والمعلومات يسمح بحصول الجميع على المعرفة، وأن يستفيد العالم كله وبأقل تكلفة ممكنة، بكل ما هو جديد ومبتكر فيما يخص علاج ومواجهة الوباء. ودعا الرئيس الكوستاريكى، الشركات من أصحاب براءات الاختراع، إلى الانضمام بشكل طوعى الى هذه المبادرة، وذلك من أجل حماية الإنسانية، ودعا المزيد من الدول الى الانضمام الى المبادرة، مشددا على أن العالم لن يتغلب على كورونا المستجد من خلال سياسات قائمة على القومية أو الأنانية ولكن باظهار روح الاخاء بين الشعوب.
