"تمت المهمة بنجاح ونتيجة عينات الفريق الطبي بالكامل سلبية".. عبارة تتباهى بها مستشفيات العزل المختلفة في محافظات الجمهورية، ويعد بسماعها مئات الأطباء وطواقم التمريض والفنيين والعمال المكلفين بالعمل داخلها، بعد انتهاء فترة عملهم المقدرة بأسبوعين، وبعدها أسبوعين فترة حضانة للفيروس، تأتي المستشفى بطاقم طبي جديد لاستكمال المهمة، منهم من يرغب في مد الفترة للبقاء في مكانه دون خروج، فكيف تنجح المستشفيات في حماية الفرق الطبية من العدوى رغم كونهم في بؤرة الوباء كل ساعة؟ فريق مكافحة العدوى، الذي يرأسه طبيب متخصص في الوقاية ومكافحة العدوى، هو المنوط به الحفاظ على الطاقم الطبي بمستشفيات العزل لمصابي فيروس كورونا الجديد، فعليه متابعة التزام كل فرد بداية من الطبيب حتى عمال النظافة، باتباع الخطوات الوقائية جيدا، وبحسب وصف الدكتور محمد عيسى، رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل بالقليوبية، ل"الوطن" ينتشر هو وفريقه في أقسام المستشفى لمتابعة ارتداء الأطباء والتمريض قبل دخولهم إلى غرفة المريض، الملابس الوقائية بداية من الكمامة وواقي الوجه "فيس شيلد" والقفازات والبدلات الطبية الواقية مع التأكد من إحكام غلقها جيدا بما يضمن ألا ينفذ منها العدوى إليهم. أدوات الحماية الشخصية التي تحكم قبضتها على الطبيب والممرض من أصابع قدميه حتى شعر رأسه، لا يتهاون الطبيب الثلاثيني في متابعتها، يتولى هو وفريقه التفتيش عليهم قبل الدخول إلى المرض، مع مراعاة ألا تزيد فترة تواجدهم داخل الغرفة عن 10 دقائق فقط، بحسب وصفه. عيسى: يجب التأكد من التزام الطبيب والممرض بارتداء الواقيات الطبية قبل الدخول على المريض التفتيش والمراقبة للتأكد من التزام الطبيب والممرض المساعد له، يتكرر بذات الاهتمام قبل الدخول إلى غرفة الرعاية المركزة، والتي لا يجوز فيها التهاون في التخلي عن أي قطعة من أدوات الوقاية: "ممكن الطبيب اللي داخل على مريض في غرفة عادية يتجاوز لبس البدلية الواقية ويكتفي بالجوانتي والكمامة وماسك الوجه، لكن مفيش تهاون في العناية المركزة"، بحسب وصف عيسى. اهتمام مضاعف من فريق مكافحة العدوى، للتأكد من التزام الطبيب والممرض قبل الدخول إلى العناية المركزة، يرجع إلى كونهم أكثر قربا خلال التعامل مع الحالات المختلفة، فالأمر يتطلب إلى الاقتراب لتركيب أنبوب حنجري أو خلعه بما قد يجعل فرص انتقال العدوى أسهل إذا لم يحكم الطبيب غلق بدلته عليه: "ممكن يقضي فترة أطول توصل لساعة إلا ربع ومينفعش التهاون في أي قطعة من الواقيات الطبية في الحالة دي". الأمر لا يقتصر على الأطباء والممرضين فحسب، من قبلهم عمال النظافة، الأقل وعيًا، فقبل التعامل المباشر مع النفايات الطبية، يتابع عيسى وفريقه ارتداء كل عامل الواقيات الكاملة حتى لا يصبح عُرضة لالتقاط العدوى: "إحنا في حالة وباء، ومهم جدا نشرف على التزام كل فرد في المستشفى بالوقاية". يلتزم عمال النظافة بالواقيات الطبية وممنوع التجول بين الطرقات دون كمامة التباعد بين طواقم التمريض والأطباء بمسافة متر ونصف المتر على الأقل، مسافة يحرص عيسى وفريقه على تطبيقها داخل مستشفى قها للعزل بالقليوبية، إلى جانب تطبيق التباعد في المسافات بين أسرة المرضى، والتأكد من تطهير دورات المياه باستمرار بعد استخدام كل شخص لها، إلى جانب التشديد على عدم السير داخل أدوار وطرقات المستشفى لأي فرد من الأطباء والممرضين دون ارتداء الكمامة. داخل غرفات السكن الخاص بالأطباء والتمريض، الملحق بالمستشفى، يقود الطبيب الثلاثيني فريقه في جولات تفتيش مفاجئة للتأكد من الالتزام بتعليمات الوقاية: "الأكل وزجاجات المياه كلها شخصية، حتى وقت الفطار والسحور بنمر عليهم نتأكد من عدم كسر التعليمات والإرشادات وعدم التجمعات والحرص على التباعد بينهم"، بحسب رواية رئيس مكافحة العدوى بقها للعزل.