ذكرت مصادر داخل نقابة الأطباء، أنَّ تسريب خطاب الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، والدكتورة شرين غالب نقيبة أطباء القاهرة، بشأن مطالبتهم رئاسة الوزراء ووزارة الصحة والرئاسة والبرلمان، بفرض حظر شامل في البلاد للسيطرة على إنتشار العدوى بفيروس كورونا، فجّر أزمة داخل المجلس، بعد تجاهل النقيب العام للمجلس وإصداره الخطاب دون علم الأمين العام لنقابة الأطباء، أو توقيعه، وكذلك دون تصويت أو موافقة المجلس أو هيئة المكتب عليه. وأضافت المصادر، ل"الوطن"، أنَّ أعضاء المجلس، علموا بالأمر من وسائل الإعلام، وبعضهم علم بعد رفض إحدى الجهات استلام الخطاب الموجه لها وتحويله للنقابة مرة أخرى لإرساله لوزارة الصحة ومجلس الوزراء باعتبارهما الجهات المعنية بالأمر. وقال الدكتور محمد عبدالحميد أمين صندوق نقابة الاطباء، في تصريحات ل"الوطن"، إنَّ مطالبة النقيب بفرض حظر شامل للبلاد، لم يكن بعلم مجلس النقابة العامة، ولم يتمّ أخذ رأي المجلس فيه، وتمّ بصفه شخصية من الدكتور حسين خيري النقيب العام والدكتورة شرين غالب نقيبة أطباء القاهرة. وكان عدد من الأطباء، تداولوا عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، خطابًا موجهًا إلى رئاسة الوزراء، للمطالبة بفرض حظر شامل في البلاد خلال الأسبوعين المتبقيين من شهر رمضان، فضلًا عن إجازة عيد الفطر، لكسر ذروة انتشار الفيروس ومنع انتشاره، خاصة بعد زيادة عدد حالات الإصابة خلال الأيام القليلة الماضية. نقيب أطباء القاهرة تعترف بالواقعة.. وخيري يرفض التعليق وردًا على ذلك، اعترفت الدكتورة شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة بالواقعة، قائلة: "إنه بالفعل تمّ تقديم الخطاب بصفتي الشخصية أنا والدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، بسبب استهتار المواطنين، وعدم التزامهم بتعليمات الدولة ووزارة الصحة بالتواجد في المنازل". وأضافت نقيب أطباء القاهرة، في تصريحات خاصة ل"الوطن": "الناس نزلت تشتري لبس العيد، ومتواجدة بالشوارع بكثافة وهو ما أدى إلى انتشار كبير للفيروس خلال الفترة الماضية، ومازلنا نسجل عددًا كبيرًل من الإصابات، فهذه الفرصة الأخيرة والذهبية لنا، لوقف انتشار الفيروس، خاصة أنّه لا يوجد إنتاج في رمضان والعمالة اليومية معظمها متوقفة، كما أن الخير كثير ومنتشر خلال تلك الأيام، فلا يوجد بيت سيكون بلا طعام في ظل انتشار الزكاة والصدقات بالتزامن مع شهر رمضان"، مؤكّدة أنَّه لم يكن هناك رد من مجلس الوزراء على الخطاب حتى الآن، مشيرة إلى أنَّهم مستمرون في متابعته. فيما رفض الدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، التعليق على ما تم تداوله، قائلًا: "مين سرب ونشر خطاب زي دا لن أعلق على شئ". وجاء في نص الخطاب المتداول: "تتقدم نقابة أطباء مصر لمعاليكم بالتحية، وتتمنى دوام التوفيق لما فيه صالح الوطن والمواطن المصري، وبالطبع لديكم منظور أکثر شمولًا واعتبارات أخرى كثيرة قد تكون غير واضحة لنا، ونعلم أن موضوع الحظر الجزئي بالشكل المطبق في الوقت الحالي قد أخذ مشاورات كثيرة حتى تم الوصول للشكل الحالي، إلا أنه قد تكون هناك وجهة نظر أخرى، وهي كما في الحروب تدور حول سياسة (Hit and Run)، أن يتم توجيه ضربة سريعة قاضية مرة واحدة مع سرعة العودة كل لمكانه". وتابع الخطاب: "لذا نرجو اتخاذ ما ترونه مناسب بشأن تطبيق حظر شامل كلي لمدة أسبوعين، أو ما تبقى من شهر رمضان المبارك فترة يتبع فيها الجميع الحظر الكامل، اتباعا مطلقا فترة لا تستنزف قواهم النفسية والاقتصادية، آخذين في الاعتبار أن الشهر الكريم بطبيعة الحال أقل إنتاجية، ويمثل فترة عدم عمل بالنسبة لعمال اليومية، وذلك لما وجدناه من استهانة كثير من الناس من المرض اللعين الذي يؤدي إلى الوفاة، آملين من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الإجراء مع قسوته، إلا أن سرعته سوف يؤدي إلي انحسار الوباء خلال فترة قصيرة بإذن الله".