أكد الدكتور ياسر مغاوري إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين ، أن الإسلام الحنيف دعانا إلى كل سلوك قويم والارتقاء به، حتى ننال السعادة في الدنيا والأخرة، مستشهدا بقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا}. وأوضح "مغاوري"، خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الاعتدال وعدم الإسراف منهج رباني، مثلما ذكر سبحانه: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، مبينا أنه على المسلم أن يعدل من السلوكيات السلبية والتي منها الإسراف في تناول الطعام والشراب، وقدوتنا في ذلك رسول الله، حيث قال سبحانه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" . كما أشار إلى أن الصيام إنما شرع لتهذيب الأخلاق، وتطهير القلوب، وتزكية النفوس، وتهيئتها للسير على الصراط المستقيم علما وعملا وسلوكا، ففي الحديث: "ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد، وجهل عليك فقل: إني صائم". وتابع: على الصائم أن يتحلى بالأخلاقيات الحميدة، بأن يحفظ لسانه وجوارحه، ويترك الرفث، والسباب، والشتائم، وقبائح الألفاظ، والخوض في أعراض المسلمين، والغيبة، والنميمة، ونحو ذلك مما يعد رفثا في القول، فهذا يتنافى بالكلية مع هدف الصيام الأسمى الذي هو تطهير القلب وتقوى الله، ففي الحديث: "والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم"، فليس من خلق المسلم السباب، ولا اللعان، ولا أن يكون فاحشا بذيئا، حيث يقول النبي: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء". أوضح أن الصيام مدرسة للتدريب على الأخلاق الحميدة والسلوكيات الراقية في مختلف جوانب الحياة، يجب أن يخرج الصائمون منها بتنقية القلوب وصفاء النفوس، وقوة الإرادة، والانضباط في كل شيء، والالتزام بالسلوكيات الحسنة والمعاملات الطيبة، حتى يتحقق المقصد الأسمى للصوم، ويحسن صومه ويثبت أجره. وأشار إلى أن المسلم يجب أن يتخلص من العادات والسلوكيات الخاطئة، فيمتنع عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، لا يتحدث إلا بالصدق، ولا ينطق إلا بالخير، يبتعد عن الكذب، والخداع، وخيانة الأمانة، وشهادة الزور وغيرها، حتى لا يتسبب في ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم، فقد قال الرسول: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، وقال أيضا: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".