فى أحد اللقاءات التليفزيونية أبدى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين دكتور عبدالمنعم أبوالفتوح اندهاشه من اختيارات الرئيس مرسى لكوادر إخوانية فى مختلف المناصب، قائلاً إن جماعة الإخوان المسلمين بها كوادر وكيانات أكثر خبرة وكفاءة ممن اختارهم الرئيس مرسى! علاوة على ذلك فنحن نعلم جيداً أن بعض قيادات جماعة الإخوان تجمعهم صلة مصاهرة ونسب، وهذا يؤكد أن الرئيس مرسى اختار أهل الثقة لا أهل الخبرة ومن هنا يكمن الخطر.. وإذا نظرنا إلى الماضى وتذكرنا ما فعله سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين عندما تولى الخلافة، حيث قام بعزل أهل الخبرة والكفاءة من الولاة الفاتحين والمبشرين بالجنة، واستبدل بهم أهل الثقة من أهله وعشيرته من بنى أمية، فعلى سبيل المثال عزل سعد بن أبى وقاص من ولاية الكوفة وعين بدلاً منه شقيقه من الأم الوليد بن عقبة، وهكذا عزل عمرو بن العاص من ولاية مصر وعين بدلاً منه عبدالله بن سعد بن أبى سرح، وأيضاً قام بعزل أبوموسى الأشعرى من ولاية البصرة وعين بدلاً منه نجل خاله عبدالله بن عامر بن كريز، بالإضافة إلى أنه قام بتعيين ابن عمه مروان بن الحكم معاوناً له، مما أدى إلى غضب عارم بين عامة المسلمين فى كافة الأقطار بسبب سياسة أهل وعشيرة سيدنا عثمان، وكان هذا سبباً قوياً فى ظهور الخوارج حيث انقسمت الأمة الإسلامية إلى سنة وشيعة، إلى أن تم قتل سيدنا عثمان على أيدى هؤلاء الخوارج.. ومما يثير قلقى وتخوفى أيضاً هو تصريح للجماعة الإسلامية ذات الفكر الجهادى بأن جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تستحوذ على كل شىء.. ولكل ما سبق فإن على الرئيس مرسى أن يتعظ ويتعلم من دروس الماضى، وعليه أن يعتمد على أهل الخبرة والكفاءة دون النظر إلى انتمائهم إذا أراد النهوض بمصر، وحتى يجنب مصر ظهور خوارج جدد يثيرون الفتنة والفوضى بين الشعب المصرى مما يؤدى إلى تفتيت وانقسام المجتمع.