قال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة "الوطن"، إن خدمات الصرف الصحي حق أساسي في جميع دول العالم، لافتًا إلى أن 50% من الشعب المصري محروم من تلك الخدمات، وأضاف: "المواطن المصري يمسح المجاري بيديه". وأضاف الجلاد، خلال برنامجه "لازم نفهم" الذي يقدمه على قناة "سي بي سي"، أن المشاهد التي ترصدها عدسات برنامج "لازم نفهم" تظهر أن حياة من يعانون من أزمة الصرف الصحي ليست آدمية على الإطلاق، مشددًا على ضرورة أن يلتفت من سيحكم مصر مستقبلًا لحل مشاكل هؤلاء وغيرهم. وكشف الكاتب الصحفي عن أن معدّي "لازم نفهم" حاولوا استضافة مسؤولي الإسكان للحديث عن الأزمة فتهرّبوا منهم، مضيفًا أنهم حاولوا الحصول على مداخلة هاتفية مع وزير الإسكان فلم يستطيعوا الوصول إليه لأنه منشغل بإحدى الحفلات، وقال الجلاد: "حفلة إيه اللي يحضرها والناس عايشة في وضع غير آدمي". وتساءل الجلاد: "ما قيمة العالِم حتى لو كان مسؤولًا في موقع هام إذا لم يستطع حل مشاكل الناس؟"، مضيفًا: "ما قيمة الوزارة والحكومة لو لم تستطع حل مشاكل الناس؟"، موجهًا رسالة للرئيسين الحالي والقادم بضرورة الاهتمام بأزمات المواطنين التي رمت بهم في حياة غير آدمية. واستضاف رئيس تحرير "الوطن"، خلال برنامجه للحديث حول الأزمة، الحاج محمد الدرديري، أحد سكان قرية الخضرة بمحافظة المنوفية، والدكتور حمدي العوضي، خبير معالجة الصرف الصحي والمياه بالمركز القومي للبحوث. ومن جانبه، قال الحاج محمد الدرديري، إن الصرف المغطى للأراضي الزراعية يزيد من تفاقم الأزمة، لأن تعطله أو انسداده يتسبب في رفع منسوب المياه في الأرض التي ترتد بدورها للمجاري وتتسبب في طفح تدخل البيوت. وأضاف الدرديري، أن مياه الصرف الصحي تملأ أرضية عدة بيوت في القرية، ما يتسبب في منع أصحابها من دخولها أحيانًا، لافتًا إلى أنهم يلجأون لعربات "الكسح" للتخلص من الصرف في بيوتهم مقابل 500 جنيه شهريًا. ومن جانبه، قال الدكتور حمدي العوضي، خبير معالجة الصرف الصحي والمياه بالمركز القومي للبحوث، إن الأزمة بحاجة إلى تشخيص وعلاج، مؤكدًا أنه سبق وتحدث عن حلول بسيطة تساعد في الخروج من الأزمة خلال مؤتمرات خاصة. وحول دور الحكومة في حل الأزمة، قال العوضي إنه في موضع العالِم الذي يناقش الأزمة علميًا وليس منوطًا به الحديث مع رجال الحكومة، وقال: "نفكر في حلول خارج الصندوق ونسعى إلى تدوير مخلفات الصرف الصحي واستخدامها في إنتاج الطاقة النظيفة". ولفت العوضي إلى أن من أسباب تفاقم الأزمة زيادة كميات المياه الداخلة للبيوت وعدم وجود شبكة صرف صالحة لتصريفها، ما يضطر الأهالي للتخلص من مخلفات تلك المياه في غير أماكنها الصحيحة.