لم يغب عنهما، وحتى إن تغير من روح ودم إلى مجرد «صورة فى برواز»، رحل جسد الابن وبقيت روحه تؤلمهما حيناً، وتذكرهما حيناً آخر بدمه الذى لم يجف. لم يتبق منه سواها، مجرد صورة ابتسم فيها ابتسامة مودِّع، حملاها -الأب الصابر والأم المكلومة- وذهبا بها إلى رصيف قد يحوى آلامهما، وهو رصيف مسجد «الفتح» فى رمسيس. جاء الثلاثة، الأب والأم وروح شهيدهما، لمساندة أصدقائه أعضاء الألتراس فى اعتراضهم على استئناف مباريات كرة القدم قبل القصاص.. جلسا على الرصيف وبينهما الصورة ينظران إليها ويتذكران أحلام الابن التى تحولت إلى سراب.