البابا يغسل أقدام الأساقفة في صلوات "خميس العهد"

أحيا الأقباط صلوات "خميس العهد" في منازلهم أمس لأول مرة، في ظل إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بكنيسة التجلي في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، صلوات هذا اليوم المعروف ب"خميس الأسرار"، أو "الخميس المقدّس".
وخميس العهد هو الذي شهد العشاء الأخير للمسيح، وغسل المسيح فيه أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم، كما أحبهم، وترك لهم وصيته، حسب الاعتقاد المسيحي، إذ كشف المسيح للأقباط خلال هذا اليوم سر التناول، وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، وشهد إقامة أول قداس مع تلاميذه، وتناولوا فيه معا خبزا وشرابا.
وشارك البابا في الصلوات عدد قليل من الأساقفة والرهبان، فيما ترأس عدد من الأساقفة الصلوات في مقار مطرانياتهم أو الأديرة وتم بثها عبر القنوات الفضائية المسيحية أو الصفحات الرسمية للكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي.
واشتملت الصلوات على صلوات "البصخة"، ثم صلوات "اللقان"، وفيها تتم الصلاة على المياه، وغسل البابا والكهنة كما تعتاد الكنائس في هذا اليوم أرجل المصلين تذكارا لغسل السيد المسيح أرجل تلاميذه، وأقيمت بعدها صلوات القداس تذكارا لتأسيس "سر التناول".
وألقى البابا كلمة خلال القداس أكد شرح فيها طقس صلوات "اللقان" التي تتم فيها تقديس المياه بالصلوات، وقال البابا إنّ تلك المياه قوية وتباركت بالصلوات وقادرة على طرد الأرواح الشريرة وحفظ الإنسان، ويمكن للإنسان استخدامها برش أي شيء يشتريه جديد كمنزل أو غيره، أو رشه على شنط السفر، كما يمكن للإنسان استخدامه في الاستحمام أو يتم رشم الأجاء المريضة في الإنسان، ويمكن الحصول عليه من الكنائس.
وأضاف البابا أنّ المسيح استخدم المياه كآخر درس في خميس العهد بغسل أقدام تلاميذه، مشيرا إلى أنّ هناك حاجات كثيرة في زماننا، بينها انتشار عدوى ووباء فيروس كورونا وغلق الكنائس قد لا نكون نعلم سرها الآن، ولكن سنعلم سرها في المستقبل لأن كل الأحداث تعمل إلى الخير بعد ذلك.
وتشبها بالمسيح، مسح البابا بقطنة بالماء على أرجل الأساقفة المشاركين معه في الصلاة كأنّه غسل أرجلهم.