لم تعد فكرة التحرش تقتصر على معناها المألوف فحسب، وإنما أصبح المعنى أعم وأشمل من ذلك بكثير، فلم يعد الدوافع فقط كما كانوا يرونها (ملابس معينة ضحكة أوفر فعلها يثير الغرائز)، ولكن أصبحت المشكلة أكبر من ذلك بكثير؛ ليشمل جوانب كثيرة. وكمثال، في الوقت الذي تُقدر فيه دول العالم الفن ورسالته وتعتبره جزءًا أساسيًا في تكوين ثقافة الشعوب، نجد على الوجه الآخر ما يسمى بالسبكي وشاكلته، هذا الذي يقدم نوعًا جديدًا من التحرش، وهو التحرش الفكري بما يقدمه من محتوى أقل ما يقال عنه الإسفاف والاستخفاف بالعقول هو تحرش بمعنى الكلمة، بما يبثه من أفكار وسموم. في عقول الشباب وما يتناوله من مواضيع، العامل الأول والأساسي فيها هو الانحطاط الأخلاقي، فيجب أن نعرف ما هي المعايير التي يستخدمها؟ كذلك هل ينظر إلى العائد أوالفائدة من وراء مايقدمه؟ أم أصبح الفن أيضًا "سبوبة" دون النظر إلى انعكاسات ذلك السلبية على ثقافة الشعب؟، أم أنه في الأساس لا يدرك أن هناك من هم مصدر تكوين ثقافتهم الوحيد هو مثل تلك الأعمال الفنية؟، كيف تفرض على المشاهد هذه الأنواع؟؛ فثقافة الشعب كشعب شرقي أن الممنوع مرغوب، فلا يكفي مبرر أن لك مطلق الحرية أن تشاهد أو لا، فبوجه عام لماذا لا يكون هناك رقابة وحماية للعقول من هذا التحرش، ومراجعة مايعرض وآثاره سواء سلبًا أو إيجابًا. فليس وقف عمل معين هو الحل؛ في حين أنه من الممكن تكرار التجربه آلاف المرات، ولكن المشكلة تحتاج إلى حلول جذرية، فمن ينتمون إلى الفن يجب أن يتمتعوا بقدرات تؤهلهم لذلك، وأن يكونوا على قدر من الوعي والثقافة والأخلاق، والدراية للارتقاء بما يقدمونه، والذي يكون له بالطبع أثره على المتلقي؛ فالفنان في النهاية من المفترض أنه شخص قادر على التغيير للأفضل لا للأسوأ.