سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.. عامٌ من البحث عن مقر في بلاد "النيل" بعد نحو 3 عقود من "السلام البارد" ومحاولات "التطبيع".. أثبت متظاهرو 9 سبتمبر أن "الدبلوماسية الشعبية" لا تنسى ولا تغفر
متظاهرو "التحرير" نقلوا المشاهد الساخرة من "السفارة في العمارة" إلى أرض الواقع.. بعد إنتاج الفيلم بست سنوات عام بالتمام والكمال، مر على ليلة اقتحام المتظاهرين مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في التاسع من سبتمبر الماضي. في مثل هذا اليوم، الثوار الغاضبون أسقطوا العلم الإسرائيلي، ورفعوا العلم المصري مكانه، وتطايرت أوراق الأرشيف الخاص بالسفارة من نوافذ مقرها، في مشهد لم يدر بخلد الضحية الأولى للتطبيع، الشهيد سعد حلاوة، صاحب أول "فعل" احتجاجي ضد الوجود الإسرائيلي بالقاهرة. عام مضى، وسفير إسرائيل لا يزال يبحث عن مقر لسفارته في القاهرة، لدرجة أن وزير خارجية بلاده "ليبرمان" عبر عن ذلك غاضبا، بقوله "وكأن إسرائيل عاهرة بالشرق الأوسط"، بحسب تصريحات صحفية نسبت إليه. وبذلك كتب لهؤلاء المتظاهرين، الشهداء منهم والأحياء والمحكوم عليهم بالسجن مع وقف التنفيذ، أن ينقلوا المشاهد الساخرة في فيلم عادل إمام، "السفارة في العمارة"، إلى أرض الواقع، بعد إنتاج الفيلم نفسه بست سنوات فقط. التاسع من سبتمبر، من العام الماضي، بدأ بجمعة "تصحيح المسار"، فانتهى إلى حدث لم يتوقعه المشاركون في تلك التظاهرات، إذ هرب السفير الإسرائيلي قبيل فجر اليوم التالي، على متن طائرة إسرائيلية خاصة، بينما كانت أوراق الأرشيف السري للسفارة، تطير هي الأخرى، لتسقط تحت أقدام ثوار ميدان التحرير، الذين فرضوا بإرادتهم ما يمكن وصفه ب"الدبلوماسية الشعبية"، التي أسس لها الشهيد سعد حلاوة، في سبعينيات "السادات"، وطبّقها جيل ثورة يناير بقوة إرادتهم، ليثبتوا للعالم أن المصطلحات لم تتغير بعد، إذ يبقى "العدو" عدوا في ضمير جيل لم يعاصر "سلام السادات"، رغم مرور نحو ثلاثة عقود على توقيع معاهدة السلام.