«شادى المنيعى».. تاجر الإرهاب «يهرب» من الموت للمرة الثالثة

بدأ حياته بالتهريب وقبض عليه أكثر من مرة وأفرج عنه لاعتبارات أمنية.. وزملاؤه اتهموه بالعمالة بعد نجاته من «غارة رفح»

يجلس شادى المنيعى، القيادى فى جماعة «أنصار بيت المقدس»، فى مخبأ ما بسيناء، يعد مرات هروبه من الموت، فقد كانت مرته الثالثة، أمس، بعدما نجح فى الهرب من قصف طائرة الأباتشى التى اصطادت سيارة مرافقيه، فى حين كتب القدر له عمراً جديداً بعدما اندس بسيارته فى منطقة مأهولة بالسكان، ليوقف الطيار القصف خوفاً على أرواح المدنيين.
يدرك «المنيعى»، الشاب الثلاثينى والمطلوب الأول فى سيناء حالياً، أن الموت لا يصادق أحداً، وأن مرات لقائهما الثلاث لن تشفع له عنده. تقلبات كثيرة شهدتها حياة «شادى»، فالشاب الذى ظل طوال حياته غارقاً فى عمليات تهريب الأفارقة إلى إسرائيل، والبضائع إلى غزة، تحول مع بداية عام 2000 لينضم لجماعات التكفير.. ومثلما جمع ثروة طائلة من التهريب سريعاً، أصبح بالسرعة نفسها أبرز وجوه الإرهاب فى سيناء. وألقت قوات الشرطة القبض على «المنيعى» عدة مرات فى بدايات شبابه لتورطه فى عمليات إجرامية متعلقة بالتهريب، ولكنه كان يخرج دون تقديمه للمحاكمة لاعتبارات أمنية، وبدأ الرجل علاقته بالإرهاب بعدما تعرف على بعض قيادات جماعة التوحيد والجهاد ومن بينهم «أسامة النخلاوى»، المتهم الرئيسى فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وتأثر «شادى» به وبابن عمه سليمان حرب المنيعى، واشترك فى أول عملية إرهابية له خلال عام 2004 وهى تفجيرات طابا، وظهر نجمه سريعاً بين جماعات التكفير، رغم أنه لم يقبض عليه، بتهم الإرهاب ولو مرة واحدة. وتوثقت العلاقة بين الإخوان والمنيعى قبل وصول مرسى للحكم وأغدقت الجماعة عليه بالأموال.ونجا القيادى بجماعة أنصار بيت المقدس، من الموت 3 مرات، كان أولاها فى يوليو من عام 2013 الماضى، عندما حاول هو و4 من جماعته استهداف مدينة إيلات بصاروخ «جراد» من داخل فناء خاص بمنزله جنوب رفح، ولكن طائرة للجيش قصفتهم، عقب خروج «شادى» بدقائق معدودة، ودمرت قاعدة الصواريخ وقتلت الأربعة الآخرين.