اتفق عدد من السياسيين فى شمال سيناء على أن غياب التنمية وإهمالها لعقود طويلة فى سيناء، تسبب فى انتشار الفكر المتطرف، مؤكدين أن سياسات الحكومات السابقة خذلتهم فى مواجهة الفكر المتطرف، لأنها اعتبرت سيناء مجرد منطقة عمليات عسكرية فقط، وليست منطقة عامرة بالثروات ويجب تنميتها، باستخدام سياسة المواجهة الأمنية العنيفة ضد الأهالى، كما أن الحكومات المتعاقبة اعتبرت جهاز تنمية سيناء «سبوبة» لبعض الضباط المتقاعدين، تغيب عنه الرؤية الواضحة أو صلاحيات تنفيذ أى مشروع. ويقول الشيخ خالد عرفات، أمين عام حزب الكرامة فى شمال سيناء «من الظلم أن نقول إن عبدالناصر لم ينفذ أى عمل تنموى فى سيناء خلال فترة حكمه، فالزعيم الراحل قام بزراعة العنب والزيتون، وحوّل رفح والخروبة إلى حدائق، وأنشأ سد الروافعة وبنى مستشفيات ومصنعاً لزيت الخروب، إضافة إلى المدارس، سيناء لم تر تعميراً مثل الذى شهدته فى فترة الستينات، فعبدالناصر ساهم فى نقلة حضارية من خلال تعليم أهالى سيناء. ويتابع عرفات حديثه قائلاً «مطالبنا لم تتغير منذ 40 عاماً، وتتمثل فى توفير المياه العذبة ومدّ خطوط السكة الحديد، وتوفير المياه بترعة السلام ومدها إلى الوسط نظراً لجودة الأراضى هناك، لكن نظام مبارك اهتم بجنوب سيناء على حساب الشمال، التى لم يضف فيها إلا أبنية الخدمات، وقبل سقوط نظام مبارك مارست الشرطة أعمالاً قمعية ضد الأهالى، واعتقلت حوالى 5 آلاف سيناوى، وبعد الثورة تراخت فى مواجهة الإرهاب، وتصور الناس أن الثورة نجحت اعتقادا منهم بأن المناضلين الحقيقيين يشاركون فى صناعة الثورة لكن لا يجنون ثمارها، وهو ما أدى إلى حدوث شرخ فى الجماعة الوطنية بعد سقوط نظام مبارك، والمناضلون الآن يفضلون الحصول على استراحة محارب بعد فشل الدولة فى تنمية سيناء». ويقول صفوت جلبانة، عضو حزب الكرامة فى شمال سيناء، «عندما كنا نتحدث لقيادات النظام الحاكم فى عهدى السادات ومبارك عن ضرورة تنمية سيناء كانوا يقولون لنا هناك أولويات وكانوا يعتبرون التنمية مجرد ترف. ويضيف «جلبانة» أن ممارسات العقود الماضية ساهمت فى ترسيخ فكرة عزل سيناء وشعور أهلها بأنهم مواطنون درجة ثالثة، فمثلاً جهاز تنمية سيناء الذى جرى إنشاؤه بعد ثورة 25 يناير لم يقدم أى جديد على الإطلاق، وعندما ذهبنا لتمليك الأراضى التى نقيم عليها طُلب منا إثبات مصريتنا، دون اعتراف ببطاقة الرقم القومى أو شهادات الميلاد، وقد فشل فى ذلك أحد أبناء سيناء ممن شاركوا فى حرب أكتوبر، فجهاز تنمية سيناء كان مجرد «سبوبة» لبعض الضباط المتقاعدين. ويوضح عضو «الكرامة» أن «المتشددين فى الشيخ زويد ورفح يقنعون الأهالى بأن الدولة ضدهم، ولا تعترف بهم، ويقدمون حججهم التى يقتنع بها البعض ليعتنقوا نفس أفكارهم، ويسألونهم بشكل مباشر «بأمارة إيه إنتم مصريين؟ هل تمتلكون الأرض التى تقيمون عليها؟ هل يتم تعيينكم فى الوظائف المهمة؟» بالطبع مطلوب الإجابة عن تلك الأسئلة وإقناعهم بأنهم مصريون، فهذه المنطقة أرض خصبة لنشر الفكر المتطرف، كما أن ممارسات الدولة خذلتنا فى مواجهة التطرف، والوضع الحالى لا يبشر بخير، لأن النظام الحالى كسب أعداء كثيرة فى الفترة الأخيرة، وتقريباً خسر معظم حلفائه بسبب الممارسات العنيفة التى ينفذها فى سيناء أثناء الحملات الأمنية. ويقول يوسف الغول، أحد مناضلى شمال سيناء: أصبحت البطالة فى سيناء أعلى نسبة على مستوى الجمهورية، ولا توجد بنية أساسية للمشروعات وأصبح الوضع فى سيناء بعد ثورة 25 يناير أسوأ مما كان قبلها». وعن الفكر التكفيرى فى سيناء، يقول «الغول» إنه «ظهر مع حادث تفجير طابا بداية من الألفية الجديدة، ورغم أنه كان موجوداً على استحياء، فقد ألقى القبض عشوائياً على أعداد كبيرة جداً من المواطنين من قبل جهاز أمن الدولة، وتسببت الممارسات العنيفة من الدولة ضد أهالى سيناء ومنعهم من التجنيد باستثناء التجنيد فى أماكن خدمية وليست عسكرية، وكذلك القبض على النساء كرهائن حتى عودة المطلوبين، فى بلوغ الفكر التكفيرى أشده قبيل الانتخابات الرئاسية، وعندما نظمنا مؤتمراً جماهيرياً فى الشيخ زويد لانتخاب حمدين صباحى، هدم التكفيريون سرادق المؤتمر على رؤوس حاضريه». أخبار متعلقة «الوطن» تخترق مناطق الإرهاب فى سيناء إذا مشيت فى الشوارع بعد الرابعة عصراً.. فقد تتعرض ل«رصاصة قاتلة» «زويد ورفح».. أهلاً بكم فى مدن «الأشباح» الطريق إلى العريش.. مأساة الانتظار الطويل أمام «المعدية» مسعفون على خط النار.. حصار دائم بين رصاص قوات الأمن والإرهابيين تجار الأنفاق والمهربون: نعيش على «تحويشة العمر» كمين أمن بالعريش.. حياة «الحذر والترقب» من وراء المدرعات