الساعة تشير إلى الثانية ظهراً، موعد انطلاق السيارة التى تقلنا إلى مدينة الشيخ زويد لقطع مسافة 35 كيلو. بعد عبور كمين «الريسة» ب10 كيلومترات تقريباً، ظهرت فى الأفق سيارات على نفس طريقنا فى اتجاه معاكس، وهى تعطى إشارة ضوئية لتنبه المتجهين إلى كمين الخروبة بأنه مغلق، لذا يسلك قائدو السيارات طريقاً فرعياً التفافياً بعيداً عن الكمين. إغلاق الطريق يكون دوماً إجراءً احترازياً من جانب قوات الأمن لمنع استهداف «الكمين» بعمليات إرهابية. بدأت السيارات تدخل الطريق الالتفافى الرملى غير المستوى، وتسير على جانب المرتفعات والمنخفضات بين أشجار النخيل لتقطع مسافة 7 كيلومترات فى طريق متعرج. وبينما تغلق قوات الجيش الطريق الدولى «الشيخ زويد - رفح» نهاراً، ينصب الجهاديون والتكفيريون الكمائن ليلاً بحثاً عن المتعاونين مع الجيش، وتصفيتهم فى الحال، حسب شهود العيان الذين أكدوا أنهم يدونون أسماء المتعاونين على جهاز كمبيوتر محمول ويبحثون عنهم. الساعة قاربت على الثانية والنصف ظهراً.. انتهى الطريق الالتفافى وخرجت السيارة إلى الطريق الرئيسى للشيخ زويد فى مكان يقع بعد كمين الخروبة المغلق، وعلى جانبى الطريق كانت هناك آثار حفرة غائرة فى الرصيف، نتيجة عملية فاشلة لاستهداف مدرعة جيش فى هذه المنطقة بعبوة ناسفة انفجرت بعد مرور المدرعة. على بعد كيلومتر تقريباً وقعت حادثة أخرى تستهدف نقطة لتمركز سيارات الإسعاف بمنطقة تسمى «قبر عمير» على بُعد عدة كيلومترات، ظهرت بوابة مدينة الشيخ زويد على مد البصر، لكن الدخول منها ممنوع والطريق مغلق طبقاً للتعليمات الأمنية ومحول إلى طريق آخر غير ممهد فى الرمال يسمى طريق السكة الحديد، ينقل السيارات إلى مدينة الشيخ زويد من شارع سوق الثلاثاء. عدد قليل من المحلات تفتح أبوابها فى السوق، باعة خضراوات وفاكهة يفترشون الشارع، عدد منهم يستعد لغلق المحل ولملمة «فروشاته» لأن الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عصراً، والبقاء فى الشارع بعد الرابعة عصراً فى الشيخ زويد يعرض حياة المارة والمواطنين للخطر، لذا يتوجه كل المواطنين إلى منازلهم. أخبار متعلقة «الوطن» تخترق مناطق الإرهاب فى سيناء «زويد ورفح».. أهلاً بكم فى مدن «الأشباح» الطريق إلى العريش.. مأساة الانتظار الطويل أمام «المعدية» ناشطون سياسيون: الحملات الأمنية «العنيفة» تؤدى لتعاطف الأهالى مع التكفيريين مسعفون على خط النار.. حصار دائم بين رصاص قوات الأمن والإرهابيين تجار الأنفاق والمهربون: نعيش على «تحويشة العمر» كمين أمن بالعريش.. حياة «الحذر والترقب» من وراء المدرعات