حياة بلا موت.. حياة لا تضاهيها حياة "خدعة"!، أغمض عينيك لثواني، تخيل حياتنا بشكل أبدي، تخيل خلودنا أو حتى علمنا اليقين تجاه مستقبلنا.. أو وفر على نفسك العناء واستمع لي، وسأخبرك أنا. سألته.. أيقلقك أمر الموت حقًا ؟!. نفس عميق لا أدري كم استغرق من الوقت، شرد بذهنه بعيدًا أظنه تاه مني.. بعد كثير شرق وغرب، غدا وراح كالطفل يجوب في كل ركن، في كل مساحة ماسمحت له الظروف حوله، هاربًا من أمر ما!، عاودت وسألته ثانية؟، هذه المرة بينما ألفظها مجددًا شعرت بمرارة، قسوة أشعر بها تجتاح صدري. قلت في نفسي: أحقًا تريدين إجابة؟! إذن لما لا تجربين أنتي وتخبريني "أيقلقك أمر الموت؟!". نعم وبكل جرأة.. ومن لا يقلقه؟ ربما إن اختلفنا فسنختلف في ذاك السؤال الذي يليه.. لماذا ؟. ستتوقف علامة الاستفهام تلك، واختلاف إجابتها من شخص لآخر على حكايتة. لكل منا حكاية.. قصة مختلفة عمن حولك، أنت بطلها.. بطلها الوحيد القادر على الإجابة لا أحد يجاوب عنك، ولا مخلوق قادر على أن يغير السيناريو الخاص بقصتك! أقصد بحياتك. لذلك حينما نخبر شخصًا بحقيقة قلقنا من الموت، ويأتي دور السؤال التالي.. عليك ألا تلحق بإجابتك أسماء لأبطال قصصًا أخرى.. تحمل مسؤولية عملك كاملة، أذكرك أنت البطل والمؤلف والمخرج في آن واحد، وأسماء أبطال القصص ماهم إلا كومبارس في حياتك كما تبدو أنت في قصصهم. إذًا لا تقحمهم بلا ذنب، مافعلوه كان مجرد دور، لو أنهم لم يقوموا به لجاء غيرهم ليتولوا ذلك الأمر، لا أعتقد بأن واقع القلق من الموت مريب بحجم مايعود علينا بالنفع، فكثيرًا أتسائل، ماذا لو أن الحياة لم يكن لها نهاية؟.. لو أن الملك الجائر لا نهاية له، او تلك التي تعاني جورة، ولا حول لها ولا قوة به.. ماذا لو لم يكن لكل منهما نهاية؟!. بالطبع لكان الجائر تجبًّر والمتواضع تكبًّر، لتهتكت تحت أقدامنا إنسانيتنا، ومضينا أجسادًا فارغة الروح والعقل والضمير، لعل وجود الموت يحسن من جودة قصتنا، ويعطينا آلاف الفرص لنخرجها بأروع مايكون، أعلم لقصتي نهاية.. وقت محدد أمامي لأنهيها فيه، أجهل انتهاء المدة ولكني على يقين من قربها. لكن كيف أنتهي سريعًا وأنا في كل لحظة بموقف! مشاهدي كثيرة سيتطلب الأمر الكثير من المونتاج، وماذا إذا فاتني شيئًا، أو سقط سهوًا عني، وقررت الخطأ بعينه مجددًا.. ربما لو أتيحت لنا الفرصة لمعرفة كيف تكون المشاهد في المستقبل؛ لشعرنا ببعض الراحة الأن، ولكن ماذا عن حاضرنا أيُعقل أن نمضيه في خمول منتظرين قدوم اللحظات السعيدة من المستقبل. ماذا لو بُنيت تلك اللحظات الرائعة علينا، على حالنا في الحاضر، أو وجدنا فيها ما يُحزننا ويثبط عزائمنا ويبغض الحياة بأعيننا لا الترتيب كما هو الآن لا بأس به رائع هو الحاضر بكل تأكيد. جيد أن باستطاعتي تعديل وتغيير "بعض" الجمل والمواقف هنا وهناك، لعل القصة ستنتهي ويخرج معها بعض الأخطاء التي هربت مني أثناء وضع اللمسات الأخيرة حتى وإن.. فليكن أعظم مخرجي العالم يخطئون وأنا لست مخرجة، أنا بطلة حملت على عاتقها عمل أسرة كاملة بكل تأكيد سيحسب لي.. كم هو جميل الموت!. حسنًا.. أين كنت.. نعم مازال هناك نفس أخير يخرج من رئتيه، والآن سيجيبني بنعم، وسأقحمه بسؤالي التالي ويخبرني بقصته ذلك كل شىء. إذًا ما إجابتك سيدي؟.. "لا !".