تبدأ وزارة الأوقاف بالتعاون مع علماء الأزهر الشريف ومشايخ الطرق الصوفية حملة دعوية من خلال عقد ندوات علمية بمساجد آل البيت لغزو الأفكار الهدامة والتكفيرية، وبيان حقيقة التصوف من الشوائب التي علقت به، وعودة الأخلاق والتصدي للانحراف الفكري والنفسي، وذلك مطلع الأسبوع المقبل. يشارك في الندوات والمحاضرات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتورمحمد أبوهاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، والشيخ عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور محمد مهنا، ونخبة من علماء الأزهر والأوقاف. وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر ل"الوطن" إن الأزهر والأوقاف ومشيخة الطرق الصوفية اتفقوا على التصدي للانحراف النفسي والاعوجاج الفكري وظاهرة التكفير والتعصب من خلال بيان أصول العلم وقواعده. وأضاف أن الانحراف النفسي لدى المتشددين والمتطرفين أدى إلى انحراف فكري فيما بعد، وبالتالي تركز تلك المحاضرات على معالجة الخلل النفسي والفهم المغلوط في تطبيق النصوص والقواعد الفقهية والشرعية، مشيرا إلى أن العلوم الإسلامية لن تكون لها ثمار حقيقية دون تطبيق عملي صحيح وسلوك قويم، مستشهدا بما قاله محمد بن القاسم، صاحب الإمام مالك: "صاحبت مالك 20 سنة، 18 سنة كانت في الأدب وعامين في العلم، يا ليتها كانت كلها في الأدب". وأشار إلى أن من يتجرأ على منبر الرسول ويعتليه عنوة ويمنع علماء الأوقاف من دخول المسجد، في إشارة إلى الداعية السلفي محمد حسين يعقوب، فهو دون علم وتقوى، واصفا واقعة صعود "يعقوب" المنبر بالقوة بواسطة أنصاره السلفيين في المنيا الجمعة الماضية ب"بلطجة في العلم". ومن جانبه قال الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، إن تلك القوافل ستنطلق من مسجد الحسين إلى المساجد الكبرى، ومنها إلى كل المحافظات لضبط إيقاع المجتمع من جديد وإعادته للوسطية. كما لفت الشيخ عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إلى أن تلك القوافل تركز على الملف الأخلاقي والسلوكي، "فلا إصلاح في الاقتصاد أو الصحة أو التعليم دون الاهتمام بالجانب الأخلاقي".