نوع جديد من الإرهاب يطل برأسه على مصر، ليغير الحقائق داخل عقول وعيون أبنائنا، ويحاول استقطاع أجزاء من أرض الوطن، تسعى عن طريقه العديد من الجهات لبث بعض الرسائل للاستيلاء على أجزاء من الأراضي المصرية، وفصل الأعراق، بالترويج لخرائط مغلوطة بدون منطقتي حلايب وشلاتين، التي هى جزء لا يتجزأ من مصر، وضمها للسودان. جرت عدة محاولات لنشر خرائط مغلوطة لمصر بدون وجود منطقتي حلايب وشلاتين، خلال الفترة الماضية، ولكنها انتشرت بشكل كبير وملحوظ في المدارس والمكتبات، كانت آخرها اليوم، بعد اكتشاف علي أمين، عضو لجنة التعليم بمحافظة السويس، عدم تواجد حلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية، وضمهما للحدود السودانية، في كتاب "أطلس الناشئة" و"أطلس الحيوان" الموجود داخل جميع مكتبات المدارس في مصر، حيث تم توزيع الأطلس على المدارس خلال عام 1997 ضمن برنامج المعونة الأمريكية لمصر. وأحبطت أجهزة البحث الجنائي بميناء السويس تهريب 1400 مجسم لخرائط الكرة الأرضية، في فبراير 2014، موضحًا عليها الحد الجنوبي لجمهورية مصر العربية بدون حلايب وشلاتين ضمن نطاق الدولة، وضمها لدولة السودان. بينما قامت جمارك مطار القاهرة الدولي، في مارس 2014، بالتحفظ على خريطتين، الأولى للعالم، والثانية لقارة إفريقيا، تابعتين لشركة سامسونج الكورية، قبل تسليمها لفرع الشركة بمصر، لتضمين الخريطتين منطقة حلايب وشلاتين ضمن حدود دولة السودان. وسبقت هذه المحاولات، قيام الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بنشر صورة خاطئة في إبريل 2013 ، تشير فيها إلى المشاريع والاتفاقات الاقتصادية، التي تم الاتفاق عليها بين مصر والسودان خلال زيارة الرئيس محمد مرسي، توضح وجود حلايب وشلاتين ضمن دولة السودان. كما اكتشفت إيناس القاضي، مستشار الدراسات الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، وجود بعض الكتب المدرسية لمادة الجغرافيا، أوردت منطقة حلايب وشلاتين ضمن الحدود السودانية، في سبتمبر 2012. وجدير بالذكر أن حلايب وشلاتين، أو "مثلث حلايب"، تقع على الطرف الإفريقي للبحر الأحمر، وتقع ضمن حدود جمهورية مصر العربية، وتبلغ مساحتها 20,5802 كم، تسكنها قبائل البشاريين، والشنيتراب والعبابدة، وعدد من الأمرار والرشايدة وهي قبائل من أصول مصرية وسودانية. ويعود تاريخ ترسيم الحدود بين مصر والسودان إلى اتفاقية الاحتلال البريطاني عام 1899، وضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالًا لمصر، التي يقع عليها مثلث حلايب داخل الحدود المصرية. ومن جانبها، شددت صفاء المعداوي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمديرية القاهرة، في تصريح ل"الوطن"، بضرورة قيام الوزارة بإجراء سريع وحاسم تجاه تلك الظاهرة، وسحب جميع الكتب المغلوطة، مشيرة إلى تكرار العديد من الوقائع المماثلة في كتب الوزارة. وعلق محمد زارع، الناشط الحقوقي، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الأمر، بعد تكراره أكثر من مرة وتجاهل وزراء التربية والتعليم له، معتبرا أنه "قضية فساد متفش" لا يجب اختزاله بشكل سياسي تجاه المعونة الأمريكية، مستنكرًا إهمال اللجان المقررة بمراجعة الكتب واعتمادها، لتلك الخرائط المغلوطة. وناشدت عبير أبو العلا، عضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، وزارة التربية والتعليم بإعادة كتابة المناهج الدراسية ومراجعتها لمحو ما بها من أخطاء، والاستعانة بخبراء أكاديميين في كتابتها، بشكل يتناسب مع الثقافة المجتمعية والتغيرات الحالية.