رجل المهام الصعبة، ارتبطت مسيرته فى الجماعة بمهمة الإنقاذ. يعمل مفوضاً للشئون الدولية والعلاقات الخارجية للتنظيم. إنه يوسف ندا «الرجل الغامض بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان»، كما وصفه أحد المحللين البريطانيين. يحاول «ندا» إنقاذ سفينة «البنا» من الغرق بعد أن أصبح مستقبل الجماعة معدوماً فى مصر. تيار «القطبيين» من أتباع أفكار سيد قطب وراء أسوار السجن ينتظرون مصيرهم، فأعلن «ندا» ضرورة الاستجابة للحوار وعدم الانخراط فى العنف، واستعدادهم للحوار مع الجيش، دون أن ينسى ضرورة الهجوم على الشعب المصرى، واصفاً إياه بالجهل لكرههم الإخوان، مع الهجوم على المشير السيسى، الذى وصفه بأنه لم يتدرب إلا على القتل وسفك الدماء، ولا يصلح لقيادة وحدة بالجيش. خرج «ندا» على قناة «الجزيرة» ليعلن تلقيه اتصالاً من السلطات الحاكمة فى مصر، تطالب بالتفاوض لإنهاء الوضع المتوتر بالبلاد واعترف «ندا» بأن «مرسى» لم يحكم مصر، وأن هناك قيادة جديدة تقود الإخوان، ولن تُعلن عن نفسها لأن الوضع لا يسمح بهذا خشية قوات الأمن. يوسف مصطفى على ندا، ولد عام 1931 بالإسكندرية وانتمى للجماعة فى السادسة عشرة من عمره، وتتلمذ على يد عدد من قيادات الإخوان الأوائل على رأسهم حسن البنا مؤسس الجماعة، انضم للجناح العسكرى للإخوان فى الخمسينات، تخرج «ندا» فى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية وقام بتأسيس معمل للألبان، ودخل السجن لأول مرة عقب محاولة الاغتيال التى تعرض لها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية عام 1954، وخرج منه فى أبريل عام 1956. تعرض «ندا» للتضييق من قبل أجهزة الأمن بعد خروجه من السجن، فسافر إلى ليبيا عام 1960، واستقر إلى جانب الملك السنوسى وتشكلت بينهما صداقة قوية، ومع اندلاع الثورة الليبية هرب «ندا» إلى إيطاليا، ليستقر فى مدينة كامبيونا الإيطالية على الحدود مع سويسرا، حيث بدأ بناء مؤسسته الاقتصادية. لم يستطع أحد أن يقدر ثروة «ندا» حتى الآن؛ نظراً لتشعب وتعدد مشاريعه الاقتصادية، وعدم وجود تقارير قاطعة تفيد بثروته الحقيقية. يحمل «ندا» الجنسية الإيطالية، ويقيم فى كامبيونا الإيطالية الواقعة فى سويسرا، لعب دوراً بارزاً فى التقارب بين طهران والتنظيم، فاستأجر على حسابه الشخصى الطائرة التى أقلت الوفد الذى ضمه وعدداً من الشخصيات الإسلامية لطهران لتهنئة الإمام آية الله روح الله الخمينى بنجاح الثورة الإيرانية، ليعود ظهوره مجدداً كوسيط بين السلطات المصرية وبين بقايا جماعة «الإخوان».