طوابير طويلة، تقف أمام فرن صغير بمنطقة بولاق الدكرور، كل شىء على ما يرام، ينهمك صاحبه فى خبز الدقيق، بينما يواصل العمال تنظيف سير الماكينات، قبل أن يملأ الظلام المكان، فيتوقف المخبز عن العمل ساعات طويلة لا تنتهى إلا بحلول المساء. هكذا يصف علاء إبراهيم حالته اليومية بعد أن تسبب تكرار انقطاع الكهرباء فى تراكم الديون عليه ما يهدده بإغلاق الفرن والسجن فى أية لحظة «طبعاً أغلب العمال سرحتهم من الفرن، مفيش فلوس علشان أديلهم يومية، وبمشى الزباين اللى واقفة قدامه، بفضل مستنى حوالى 6 ساعات متواصلة لغاية الكهربا ما تيجى، بعدها ببدأ أتخلص من العجين اللى تلف، وبحاول أتصرف فى الدقيق اللى عندى، ببيعه بنص تمنه، يعنى خراب بيوت مستعجل». مخبز علاء كان ينتج يومياً حوالى 200 رغيف خبز قبل أزمة الكهرباء، التى خفضت من إنتاجه إلى 75 رغيفاً على أقصى تقدير «الكهربا لما بتنقطع بعد عجن الدقيق، العجينة بتخمر زيادة عن اللزوم وتبوظ فى الخبز، وبضطر أتحمل تكلفة العيش لوحدى». خسائر «علاء» لا تتوقف عند انقطاع التيار الكهربى، فالفواتير التى يدفعها فى نهاية كل شهر تثقل من كاهله «حاجة تضحك فعلاً، إزاى الكهربا مقطوعة طول الشهر، وتيجى الفواتير زيادة عن 100 جنيه، هى الأعطال دى مش بتقلل الاستهلاك الفعلى، بالتالى الفاتورة المفروض تبقى أقل من الأول». يرى «علاء» أن الوزارة التى لا تستطيع حل أزمة الكهرباء، عليها أن ترحل لكى تدور العجلة من جديد «يعنى لما نستنجد بالحكومة ونقولها غيثونا من وقف الحال يبقى غلطنا، الناس اتشردت والبيوت اتقفلت بسبب قطع الكهربا، بقى هى دى آخرتها يعنى».