سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبوالغار ل«الوطن»: خطر «الفاشية» قائم.. و«الإخوان» لهم «ميليشيا» احتكت بالمثقفين بعد مظاهرتهم فى طلعت حرب التيار المدنى غير منظم ومنقسم.. و«الوفد» فشل فى قيادته
حذر الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، من أن التحالفات القائمة بين القوى المدنية لن تكون لها قيمة ما لم تسفر عن معايير مشتركة متفق عليها لخوض الانتخابات معا، مؤكدا أنها لن تكون معركة سهلة. وكشف أبوالغار فى حواره ل«الوطن»، عقب انتخابه رئيسا للحزب بغالبية 488 عضوا من أصل 495 من أعضاء المؤتمر العام الأول للحزب، عن تفاصيل الجهود التى تبذل للتوصل إلى تحالف بين القوى المدنية، مشيرا إلى الاستعانة بلجنة خبراء تعمل على تحديد هذه المعايير وإلى نص الحوار: دعوت لأن تندرج الأحزاب السياسية فى تحالفات لخوض الانتخابات البرلمانية، باعتبار ذلك أمرا مصيريا للحفاظ على هوية الدولة، فماذا كنت تقصد بالضبط؟ - قلت إن هناك ضرورة أن تتفق القوى السياسية على طريقة موحدة فى وضع القوائم والاتفاق عليها، وأنا مستعد أن أتحالف مع أى حزب مدنى على يمينى أو على يسارى؛ لأنها كلها أحزاب وطنية وتريد لمصر أن تتقدم، لكن لا أريد أن أتحالف مع حزب ثم نأتى قبل الانتخابات «ونتخانق على المرشحين وتبوظ الحكاية». وذلك مهم لأن التيار المدنى حصل فى مجمله على 65% من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكن لأنه غير منظم ومنقسم لم تترجم هذه الأغلبية فى النتيجة. هل هذا ممكن فى ظل تعدد التحالفات الموجودة؛ كالتيار الثالث والتيار الشعبى وغيرهما؟ - كل هذه التحالفات مهمة؛ لأنها تقوم بتوعية الناس بأن التحالف مهم وأن القوى المندرجة فيه من المهم أن تعمل مع بعضها، ولكن على أرض الواقع فى الانتخابات كل هذه التحالفات ليس لها فائدة، وإنما المهم على أرض الواقع أن هذه التحالفات تفرز قواعد حول الكيفية التى يمكن بها أن ندخل الانتخابات معا ونلتزم بها، ساعتها تكون هذه التحالفات أسفرت عن نتيجة. وهل تعملون على ذلك الآن؟ - نحن نعمل على النظام الذى سنتحالف على أساسه أولا. وهناك لجنة صغيرة جدا موجودة داخل التحالفات القائمة، ولكن لم نعلن عنها سابقا، تعمل على التوصل لطريقة ومعايير لنتفق عليها من الآن نختار بها المرشحين. ومن المهم أن نتفق أيضا على طريقة التطبيق؛ لأننا ممكن أن نختلف فى التطبيق حول من المرشح الذى شعبيته أكثر ويخوض اثنان الانتخابات ويخسران. ونستعين فى هذه اللجنة بخبراء مصريين دوليين ومعهم «شهادات دكتوراه» فى كيفية الاندماج بين الشركات وغيرها، وكيفية الاستعانة بمحكم والاتفاق على شىء، فضلا عن متخصصين فى دراسات اجتماعية. ولدى أمل لو وصلنا لشىء واتفقنا، أن نبدأ فى دعوة الأحزاب للدخول معنا بنفس الشروط. متى أنشئت هذه اللجنة، ومن أعضاؤها؟ - هى موجودة منذ فترة وتجتمع، وليس مهما أسماء أعضائها، لكن المهم أننا نصل لطريقة للتحالف الانتخابى بين الأحزاب والتيارات الشعبية والحملات الرئاسية والمرشحين الذين أخذوا ملايين الأصوات. ولو استطعنا عمل ذلك سنكون خلقنا تحالفا مدنيا حقيقيا، لا يمين فيه ولا يسار ولا وسط، ولا أحد كان ممنوعا سيدخل، ولا ميزة لأحد على الآخر. وهناك تحكيم سيقول من هو المرشح الأنسب. وهل تعمل هذه اللجنة على بحث تكوين تحالف انتخابى فقط أم سياسى أيضا؟ - انتخابى فقط. ولكن أنا تقديرى أن جانبا من الأحزاب التى ستدخل فى هذا التحالف الانتخابى ستدخل فى تحالف سياسى أيضا، «يعنى لو حزبين منهم قريبين من بعض وتفاهمنا على طريقة الانتخاب، فهذا سيكون أدعى لأن يتحدا». تحدثت فى المؤتمر العام لحزبكم أن الوفد فشل فى قيادة التيار المدنى، فماذا كنت تقصد بذلك وما إمكانيات التنسيق معه؟ - حزب الوفد فى الانتخابات أخذ 2.7 مليون صوت، بينما «حزبين غلبانين» كانوا متكونين من 3 شهور (المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار)، أخذا 2.5 مليون صوت. والوفد من سنة 23 ولديه «فلوس» ومقرات، ومن الغريب أن يأخذ مثل أصواتنا ومقاعدنا، والمفروض حزب الوفد «يكح مع الإخوان». ما إمكانيات التنسيق بينكم؟ - نحن مستعدون للتنسيق مع الجميع، على قواعد محددة واضحة تشرف عليها لجنة؛ لأننا نريد المصلحة العامة. تحدثت أكثر من مرة عن أن ثورة 25 يناير مهددة بالتحول إلى «فاشية مرعبة»، فإلى أى حد نحن مهددون بذلك؟ - جميع الدول التى بها حزب واحد، وله «ميليشيا»، يكون فيها خطر الفاشية قائما. والإخوان لهم ميليشيا، فعندما نزل المثقفون فى طلعت حرب فى مظاهرة ناجحة، فى نهايتها جاء شباب الإخوان ليحتكوا بهم. البعض يشكك فى قدرة القوى المدنية على منافسة التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية حتى وإن توحدتم تحت مظلة واحدة، فما تعليقك؟ - هذا أمر طبيعى، فالانتخابات لن تكون معركة سهلة، نظراً لأن قوى التيار الإسلامى عادة ما تلجأ لاستخدام الخطاب الدينى فى الانتخابات وهو ما أتوقع أن يحدث مرة أخرى، كما حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وما السبيل لدى التيار المدنى لمواجهة الخطاب الدينى فى الانتخابات؟ - سنظل ننادى بضرورة الفصل بين الدين والسياسية، ونؤكد للشعب أننا لسنا ضد الدين ولا نسعى لتبرج النساء -كما يروجون عنا- ولا لمحاربة التيار الإسلامى، فنحن نسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين.