في ذكرى رحيله.. محمد متولي موهوب "أبدع في صمت"

لا يحتاج إلى تغيير مظهره الخارجي كثيرًا في أدواره على شاشتي السينما أو التليفزيون، ليقدم شكلًا مختلفًا عما يقوم به، ولكن يكفي أداءه المميز وبساطته في تجسيد الشخصيات التي يقوم بها، تجعل منه فنانًا بدرجة مبدع، ينفرد في مساحة خاصة لا يزاحمه فيها أحد.
الفنان محمد متولي، في مثل هذا اليوم 17 فبراير 2018 رحل عن دنيانا، بعد أن قدّم ما يزيد على 200 عمل فني، أثبت من خلالها أنه فنان موهوب، لا يحتاج لأن يتصدر اسمه أفيشات الأفلام، أو تترات المسلسلات، حتى يحصل على "محبة" الجمهوروثقته، كان كافيًا أن يطل بوجهه، وأن ينطق بنبرة صوته التي لا تخطئها الأذن، حتى تعرف أنك سترى أداءًا إما يجعلك تضحك بلا تكلف، أو يجعلك تشعر بالخوف والرعب، أو يدخلك في عالم الريبة والشك.
أن تكون أولى أعمالك الفنية الوقوف أمام سعاد حسني، في فيلم يحمل بصمة حسن الإمام، وصلاح جاهين، فأنت إنسان محظوظ، فالفنان محمد متولي جسّد دور زميل السندريلا في الجامعة بفيلم "خلي بالك من زوزو"، في تجربته الأولى من خلال عدد من المشاهد قدمهّا بسلاسة شديدة، خطفت الأنظار إليه، لتتوالى بعدها أعماله الفنية، ومن خلال عمل تلو الآخر يثبت أنه عاشق للكاميرا، غيرعابئ بالشهرة والنجومية بقدر عطشه للتمثيل.
أرابيسك
"مصطفى بطاطا".. محامٍ شديد الذكاء، شديد الطيبة، خفيف الظل، يربي "الكتاكيت" في مكتبه، صديق حسن النعماني، من أبرز الأدوار التي قدمها الفنان محمد متولي، على شاشة التليفزيون من خلال مسلسل "أرابيسك" أمام صلاح السعدني، للكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج جمال عبدالحميد.
في المشمش
"ضمضم أبو دقة" حرامي الخِزن، الذي يتعرف على عبدالباقي الجوهري "حسن عابدين"، داخل السجن، ويهربان سويًا بعد صداقة تربط بينهما، ويساعده "ضمطم" في سرقة أوراق مهمة من الأشرار الذين زجوا به في السجن ظلمًا، وهو الدور الذي لعبه محمد متولي، خلال أحداث مسلسل "في المشمش" للكاتب أسامة أنورعكاشة، والمخرج محمد فاضل.
سلام يا صاحبي
"خوليو"، صديق مرزوق "عادل إمام"، الصديق الوفي الذي يقف مع صاحبه على الحلوة والمرة، من أكثر أدوار محمد متولي، التي ارتبط بها الجمهور، في فيلم "سلام يا صاحبي".
ليالي الحلمية
"بِسة"، من الأدوار اللافتة للنظر للفنان محمد متولي، في أحداث مسلسل "ليالي الحلمية"، الرجل الذي يصل للثراء بطرق غير مشروعة، ويؤثر في مجرى الأحداث.
الراية البيضا
"المحامي أبوطالب"، الذي يساعد المعلم فضة المعداوي "سناء جميل"، للاستيلاء على فيلا الدكتور مفيد أبو الغار "جميل راتب" بطرق ملتوية، خلال أحداث مسلسل "الراية البيضا".
تميز فني
أدوار كثيرة ومتميزة للفنان محمد متولي، لا تعد ولا تحصى، منها "السنجري" أمام أحمد زكي في فيلم "الامبراطور"، و"زينهم" في فيلم "سارق الفرح"، وهو "عبده النوحي" أمام فردوس عبدالحميد في مسلسل "النوة"، و"عزت الجريدي" الذي يتزوج "صبرية" الفتاة القاصر في أحداث مسلسل "ما زال النيل يجري"، و"الصول شرابي" في مسلسل "المال والبنون 2"، و"فوزي" في مسرحية "حزمني يا" أمام فيفي عبده وشريف منير، بخلاف "زيزينيا"، و"أبو العلا البشري"، وفيلم "حسن ومرقص" أمام عادل إمام، والعبارة الشهيرة "هو الدين بيقول إيه".
محمد متولي، عاش حياته الفنية بهدوء دون صخب، "يُبدع في صمت"، كذلك كان رحيله هادئًا صادمًا لجمهوره وأصدقائه، تاركًا ثروة فنية في سجل الأعمال الدرامية والسينمائية.