قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن البرلمان الأوروبي ليس في موقع أخلاقي يمكنه من إبداء الرأي حول أوضاع باقي البلدان، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية لن تسمح لأي وفد برلماني بزيارة إيران وفقا لشروط مشروع قرار الاتحاد الأوروبي. وذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أن ظريف، أطلع في اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، تلبية لدعوة الأخيرة أعضاء اللجنة على آخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية عشية الجولة الجديدة المقررة بعد غد في فيينا. وانتقد الوزير الإيراني، بشدة القرار الأخير للبرلمان الأوروبي، مؤكدا أن البرلمان الأوروبي ليس في مكانة أخلاقية تؤهله لإبداء الرأي بشأن الأوضاع في باقي الدول، مضيفا أن البرلمان الأوروبي مكانته محدودة في العلاقات داخل أوروبا ويلعب دورا هامشيا جدا في العلاقات الدولية ومن هنا فهو ليس في موقع يمكنه من استقطاب الأنظار وليس بالمستوى الذي يستدعي هذا الحجم من الاهتمام. وأشار جواد ظريف، إلى أنه من الواضح أن البرلمان الأوروبي من حيث الثقل السياسي والقانوني وسجل التاريخي في أوروبا ومواقفه وسلوكه في العقدين الماضيين ولاسيما حيال المذابح التي وقعت في البوسنة ومنطقة البلقان قد أفقده المشروعية والأهلية لوعظ الآخرين فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأضاف وزير الخارجية الإيراني، أن الشعب لن يسمح للمجموعات الأوروبية التي جرى انتخابها خلال اقتراع تشريعي باهت حظي بمشاركة لم تتجاوز 43%، بأن تصدر أحكامها حول انتخاباته التشريعية الملحمية التي حظية بمشاركة تزيد على 73% وانتخاباته الرئاسية الملحمية الأخيرة وأن تخضعها لمعاييرها المتعجرفة، مؤكدا أن الحكومة الإيرانية لن تسمح لأي وفد برلماني أوروبي بزيارة إيران بالشروط التي وردت في القرار الأوروبي. وعلى الأوروبيين أن يعلموا أن الشعب الإيراني العملاق والمتحضر يتطلع إلى علاقات قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتكافؤ مع باقي البلدان ولن يتحمل أي تعامل موهن مشوب بالتدخل في شؤون بلاده. وتابع ظريف قائلا: إننا نعتقد واستنادا لمعلومات موثقة، أنه نظرا إلى الأجواء الإيجابية والبناء التي طغت على المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية للتوصل إلى حسم الموضوع النووي فإن التيارات الصهيونية تبذل مساعي كبيرة ومن خلال إثارة قضايا مزيفة وكاذبة بهدف عرقلة مسيرة المفاوضات، مؤكدا أن هذه المحاولات الصهيونية سيكون مصيرها الفشل في ظل وعي جميع البلدان المشاركة في المفاوضات وتحليها ببعد النظر. من جانبه، انتقد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، قرار البرلمان الأوروبي حول وضع حقوق الإنسان في بلاده، واصفا القرار بأنه خطأ تاريخي. وقال بروجردي- في تصريحات أوردتها قناة "برس تي في" الإخبارية الإيرانية، اليوم، إن كل من إسرائيل وجماعات الضغط مثل جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة- وصفها ب"الإرهابية"- كان لها دورا في تمرير قرار البرلمان الأوروبي، مضيفا أن أعداء بلاده أخفقوا في تحقيق أهدافهم في سوريا خلال السنوات ال3 الماضية، وأنهم شهدوا بأنفسهم نسبة إقبال عالية على الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي. وفيما يتعلق بالمفاوضات حول برنامج طهران النووي، أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، إلى أن بلاده استطاعت تحقيق النصر على أعدائها نتيجة ما أسماها "المرونة البطولية" التي أظهرتها خلال سير المفاوضات مع مجموعة (5+1) بشأن برنامجها النووي، معربا عن رفضه لفكرة إنشاء مكتب تمثيل للبرلمان الأوروبي على أرض بلاده.