قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، معلقًا على مخاطر إيران على الخليج، أن الذي يضع المخاطر هي تلك الكيانات الضعيفة، وكل الكيانات في الخليج ضعيفة بعض الشيء، والسعودية من الممكن أن تحمي، ولكن الأهم لهم العمق العربي الممتد من مصر إلى سوريا إلى العراق . وأضاف هيكل، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين .. ومصر إلى أين؟" على قناة " سي بي سي"، ردًا على تخفيف الضغط على الخليج، من خلال التواصل المصري الإيراني،: " لا أحبذ كلمة تواصل، فالسياسة الخارجية ليست حبا أو كراهية، ولا يستطيع الطرف أن يتبنى مبادئ متعارضة مع مصالحه على مستوى البلد، فكل دولة تختار وتعتنق مبادئها، وتعثر على مبادئها الأخلاقية عن طريق البحث عن مصالحها. وتابع هيكل : " لا بد من أن نثبت لإيران وواشنطن أننا طرف قادر في بلده على إدارة المشاكل، والتأثير فيما حوله وهذه هي البداية"، متسائلًا: "كيف يمكن استعادة الوطن العربي، بل كيف يمكن استعادة مصر إلى مصر؟"، منوهًا إلى أنه لا بد أن نعي ما نفعل حتى لا يفهم أحد ضعفك، أو أن يستغل من الطرف الانتهازي بدون ذكره في السياسة الدولية، فأي أحد يمكن أن يقول للروس أن مصر ضعيفة أو انتهازية، ولكي نشعرهم بأننا نعي ما نفعل، لابد أن يكون لدينا خطة وتصور وإرادة مستقلة. وأضاف الكاتب الصحفي: أن الروس أخذوا خططنا باهتمام وليس بجدية، واعتبروه اختبارا إلى أي مدى نستطيع ضبط الأمن، والكل يرى أننا نعتمد على الأمريكان في شيء ما، وأننا لا نستطيع ضبط الأمن مثلاً، وحتى في إيران وتركيا على مستوى الإقليم علاقاتنا سيئة، فالناس تأخذ بمقدار ما لدينا من أدوات ووسائل. كما نوه إلى أنه في مرحلة مابعد 30 يونيو كل المبادرات، التي أخذناها كلها تحت طية الاختبار حتى الموقف الأمريكي، متسائلًا: "هل توقف عداء الموقف الأمريكي لنا؟"، مجيبًا: "لا أريد أن أقول عداء، ولكن سأقول أنه عدم رضاء الموقف الأمريكي عنا، وذلك عن الطريقة التي خططنا بها، ولكن في النهاية الجميع قام بوضعنا تحت الاختبار". وتابع : "الاختبار الذي نظهره صحيحا، وهو أنه لا يمكن أن نستمر مع الطوفان، وهذا جزء، ولكن قدرتنا تتوقف على أمرين، أولًا ما يمكن أن نأخذه من هذا الطوفان، وكيف أتماسك، وكيف أضيف قوة إلى قوة، وماذا يمكن أن أفعل ؟، مضيفًا: "الناس جميعها تدرك أننا في توجه جديد، لكن بقي أن يشعروا أننا قادرون على ذلك، وأنا أعتقد أن أهم الاشياء، التي وضعتنا تحت الاختبار هي نوايانا وقدرتنا، ولكن الأمريكان أخذوا موقفا تقريباً مختلفا، وعلى سبيل المثال لا أحد يخبرنا ما هو القادم مع الفلسطنيين، مشيرًا إلى أن أن العلاقات سيئة بيننا وبين الأمريكان، وجون كيري لم يأتنا إلا مرة واحدة، هم غير راضين عنا. كما أكد الكاتب الصحفي أننا في احتياج بشكل أو بآخر لهم على أي حال، فهم يضعونا تحت اختبار، وإيران ايضاً والروس والأوروبيين في هذه اللحظة بعد كل ماجرى في مصر، والطوفان الذي حدث في المنطقة، وما فعله الإخوان، والتصرفات الخاصة بهم، فبعد كل هذه الأمور، أرى أن هناك فوضى، مشيرًا إلى أننا نؤسس جسر المستقبل، وهو بمثابة الصراط المستقيم. وتابع الكاتب الصحفي: "يجب أن نضع في أذهاننا ان خريطة المستقبل كانت موجودة لتوصلك إلى جسر، ولكن من المفترض أن أحداً يريد أن يأخذنا فوق الطوفان إلى مسافة بعيدة، حيث نستطيع أن نفكر كيف يمكن أن نحل العاجل من المشكلات، وتدبر شأن المستقبل"، مضيفًا: "حتى في هذا الجسر نحن أيضاً نختبر عافيتنا وقدرتنا وخياراتنا، وإلى أي مدى يمكن التصرف، ولكن حتى هذه اللحظة إطلال الطوفان مستمر"، متسائلًا: "ماذا يمكن أن نفعل في سوريا الآن ؟". وأشار إلى أنه يجب أن نأخذ الأمور بهدوء، مضيفا: لقد أبدينا النية، وعقدنا العزم على المضي قدماً في طريق مختلف، لكن قدراتنا، وأنا هنا أذكر نموذج سوريا، لأني تلقيت رسالة من بشار الأسد، وقد لامني الجميع عليها بشكل مبالغ فيه، وحتى لو إيران احتاجت مناقشة "تقوم الدنيا ولا تقعد"، ونحن لانستطيع صياغة خريطة مصالحنا الاستراتيجية في المستقبل في هذه اللحظة القائمة بهذه الإمكانيات المتاحة لنا، وإن لم نفعل فنحن نتحدث عن التصورات والعالم العربي يعود ونحن نعود، فلا زلنا نتحسس في الظلام، كيف يمكن أن تعود سوريا، فهناك مشاعر طيبة من الشعب السوري، ولكن ماذا نفعل، وليس بوسعنا الاتصال بالنظام ولا الاتصال بالمعارضة، ولا نسمعها، وليس لنا تمثيل هناك، ولا نعرف ماذا نفعل ؟.