أطلق محتجون في شوارع العاصمة الإيرانية "طهران"، شعارات معادية للمرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم، احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية، وردد طلاب تظاهروا أمام جامعة "أمير كبير" شعارات منها "نعم لإقالة المسؤولين غير الأكفاء"، و"اخجل من نفسك أيها الحرس الثوري ودع البلاد وشأنها"، و"لم نقدم الضحايا لنتصالح ونعبد المرشد القاتل"، و"استقل يا عديم الشرف"، و"الموت للكاذبين". وقتل 176 شخصا معظمهم إيرانيون وكنديون، من بينهم أيضا أوكرانيون وسويديون وبريطانيون وأفغان، كانوا على متن طائرة بوينج التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية. وتحطمت الطائرة بعيد إقلاعها فجر الأربعاء الماضي من مطار الخميني الدولي في طهران، بالتزامن مع إطلاق إيران عددا من الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق، ردا على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني. وأعلنت إيران، في وقت سابق اليوم، أن طائرة "بوينج" الأوكرانية التي تحطمت فجر 8 يناير قرب طهران في كارثة أودت بحياة 176 شخصا، أسقطت عن طريق الخطأ بصاروخ أطلقته منظومة إيرانية للدفاع الجوي كانت في حالة استنفار بعد الضربات الصاروخية التي وجهها الحرس الثوري الإيراني، قبل بضعة ساعات من الحادث، على أهداف عسكرية أمريكية في العراق. وتحملت قيادة القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني كامل المسؤولية عن الكارثة، بينما وصفها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأنها "خطأ لا يغتفر". وكان علي خامنئي، أمر في وقت سابق من اليوم القوات المسلحة بمتابعة التحقيق في "التقصير المحتمل" في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية، وضمان "عدم تكرار مثل هذا الحادث المفجع" مستقبلا، وفقا لما ذكرته قناة"روسيا اليوم" الإخبارية الروسية. من جانبها، كشفت وكالة "فارس" الإيرانية عن حقيقة ما تداولته بعض وسائل الإعلام والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن ترك الرئيس حسن روحاني منصبه، على خلفية أزمة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، ونقلت الوكالة شبه الرسمية عن مصدر في الحكومة الإيرانية تأكيده أن الأنباء التي وردت، مساء أمس الجمعة، عن تقديم روحاني الاستقالة لا صحة لها، كما لفت إلى أن الرئيس الإيراني في مكتبه منذ صباح اليوم، وهو من أصدر بيان التعزية بشأن كارثة الطائرة الأوكرانية التي أودت بأرواح 176 شخصا. وفي سياق متصل، اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن "تصرفات إيران المتهورة" تمثل سبب إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية قرب طهران، مشددة على ضرورة تخلي إيران عن طموحاتها، وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض في حديث لعدد من وسائل الإعلام، دون الكشف عن هويته: "ما حدث مأساة مرعبة. في نهاية المطاف إيران ارتكبت خطأ هائلا. من جديد أدت التصرفات الإيرانية المتهورة إلى تداعيات مدمرة". وأضاف المتحدث باسم الإدارة الأمريكية: "من بالغ الأهمية الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن تتخلى إيران عن طموحاتها الطائشة وأن تبدأ التصرف كدولة طبيعية".
