كشفت صور من الأقمار الصناعية، الأضرار التي تسبب بها الهجوم الصاروخي الإيراني، على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، وشنت طهران، فجر أمس، هجوما صاروخيا باليستيا على قاعدتين تتمركز فيها قوات تابعة للجيش الأمريكي، وللتحالف الدولي في العراق، انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال، قاسم سليماني. وكان سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وعدد من مرافقيهما قد قتلوا في غارة جوية أمريكية استهدفتهم لدى خروجهم من مطار بغداد فجر الجمعة الماضية، واعتبرت الإدارة الأمريكية أن استهداف الجنرال الإيراني كان عملا "دفاعيا"، فيما هدّدت إيران، في المقابل، ب"انتقام شديد" من المسؤولين عن العملية العسكرية، وسط دعوات من المجتمع الدولي لضبط النفس وتجنب التصعيد. جاء ذلك في ظل التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فجر الجمعة الماضية، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار قرب مطار بغداد. وذكرت استخبارات الحرس الثوري الإيراني، في وقت سابق اليوم، أن الضربة العسكرية التي وجهتها طهران لقواعد عسكرية أمريكية في العراق، صباح أمس، استهدفت 20 موقعا حساسا، لا سيما في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار غرب العراق، وأن 80 جنديا أمريكيا قتلوا، كما جرى تدمير طائرات مروحية ومعدات عسكرية أمريكية، وكان مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم، أعلن أن المعلومات الأولية تؤكد وقوع أضرار كبيرة في قاعدة "عين الأسد"، قائلا إن الأمريكيين يحاولون إخفاء الحقائق، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق أمس، إنه ينبغي على الأمريكيين أن يشعروا بالسعادة لعدم سقوط أي خسائر في الضربات الإيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق، متوعدا طهران بفرض عقوبات اقتصادية جديدة، موضحا في مؤتمر صحفي: "لم يصب أمريكيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني قواتنا الأمريكية العظيمة مستعدة لأي شيء إيران تراجعت فيما يبدو"، وفقا لما ذكرته قناة"سكاي نيوز عربية" الإخبارية. وقال ترامب، في كلمة له أمس، إنه لن يتم السماح مطلقًا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن على إيران التخلي عن طموحاتها النووية، وإنهاء الدعم للإرهاب، لافتاً إلى أن سعيها لامتلاك قدرات نووية يهدد العالم، وأكد ترامب أن الولاياتالمتحدة تواصل النظر في خيارات أخرى، وستفرض عقوبات اقتصادية قوية على إيران. وأظهرت الصور التي بثه موقع إذاعة "إن بي آر" الأمريكية نقلا عن شركة بلانت للتصوير عبر الأقمار الصناعية، الضربة الإيرانية على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية من الجو، والتي كشفت عن إصابة عدد من حظائر الطائرات في القاعدة الجوية، والتي بدت خالية. وكانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت نقلا عن مصدر وصفته ب"المهم"، أن إيران "تعمدت" عدم استهداف وإصابة منشآت مهمة في قاعدة "عين الأسد"، صباح اليوم، ونقلت عن مصدر "مهم"، قوله "التقييم الأولى الذي أجري خلال الليل، وجد أن إيران تجنبت الهدف عمدا". ولم تخلف الضربة الإيرانية خسائر مهمة في القاعدتين، مما أثار تساؤلات بشأن مدى نجاعة العملية، وما إذا كان هناك اتفاق مسبق بين الطرفين. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ذكرت في بيان رسمي أن إيران أطلقت أكثر من 12 صاروخا على القاعدتين، فيما نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤول قوله إن عدد الصواريخ بلغ 15، وفقا لما ذكطرته قناة"سكاي نيوز عربية" الإخبارية.