«للنوبى مُعانتان.. التهجير وحلم العودة»، هى الرسالة التى حاول الفيلم التسجيلى «ليلتين شتا»، توصيلها للجمهور، من خلال إبراز مأساة النوبيين جراء التهجير الذى لحق بهم أثناء إنشاء السد العالى. أحمد السيسى، بطل الفيلم، جسد شخصية مصور فوتوغرافى يقوم برحلة من القاهرة إلى بلاد النوبة تستغرق يومين، يتجول خلالهما بين مناطق النوبة، وتحديداً مدينة «أبوسمبل» لالتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية، وخلال رحلة التصوير يكتشف الوجه الآخر لمدينة النوبة، التى تغيرت ملامحها من البشرة السوداء، والعيون المُتسعة والشعر المُجعد إلى ملامح حزينة يكسوها القهر على الفراق. «كنا رايحين نغنى ونرقص ونتصور مع أهل النوبة، لقينا همومهم كبيرة، وحبينا نحسسهم إننا فاكرينهم»، بحسب كلام خالد منصور، مخرج الفيلم، الذى وصف المواطن النوبى ب«المقهور» الذى تم ترحيله من الأرض، فأصبح كالغريب الذى لا حول له ولا قوة: «الغربة اللى عايشها أهل النوبة عاشها البطل فى أرضهم، فكلنا حاسين بالغربة رغم أننا على أرضنا»، ويستكمل: «الأغانى والأفلام والصور ظلمت النوبة.. معاناة أهلها كبيرة، وعاوزين اللى يساعدهم فيها». التمويل ودعم الدولة، كانتا العائق الوحيد أمام مشاركة «ليلتين شتا» فى مهرجان «كان» الدولى، مما دفع القائمين على العمل إلى الاعتماد على الجهود الشخصية لإنتاجه: «كان نفسنا نشارك فى مهرجان كان، بس الدولة خذلتنا، وما حدش وقف جنبنا ودعمنا»، لافتاً إلى أن الأفلام القصيرة تعانى معاناة كبيرة فى مصر، فهى لا تجد الدعم الكافى كغيرها من الفنون الأخرى، بالإضافة إلى قلة الجمهور المُتابع لها.