بعد بشرى مدبولي.. كيف تصل مصر إلى الاكتفاء الذاتي من الدواجن؟

عدة بشائر حملها حوار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض الكتاب، للمواطنين، ومن المنتظر أن تنفذها البلاد عام 2020.
ومن بين تلك البشائر، تحقيق 95% من الاكتفاء الذاتي للدواجن، ف خلال الحوار، شدد رئيس الوزراء على حرص الحكومة الوصول لتلك النسبة من الاكتفاء الذاتي للثروة الداجنة في 2020، موضحًا أنَّ البلاد وصلت إلى تحقيق 50٪ من الاستهلاك في الثروة الحيوانية.

كل ما تريد معرفته عن الثروة الداجنة في مصر
تعتبر مصر على أعتاب الاكتفاء الذاتي من الدواجن، وارتفع الإنتاج المحلي إلى مليار و100 مليون دجاجة سنويًا، فيما تراجع حجم الاستيراد، العام الجاري، إلى أكثر من 23 ألف طن، بالمقارنة مع استيراد 57 ألفًا في 2018، وأكثر من 190 ألف طن عام 2017 الذي سجلت الواردات فيه أكثر من 224 ألف طن، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة، موضحة أنَّ حجم الاستثمارات يصل إلى 25 مليار جنيه.
تراجع استيراد الدواجن يعود الفضل فيها إلى القرارات المنظمة للصناعة المحلية، وتطور معايير الأمان والرعاية، فاتخذت الوزارة عدة آليات لدعم أنشطة الدواجن، منها تطوير عنابر التربية وتحويلها إلى النظام المغلق، والقرارات المنظمة للصناعة المحلية، وتطور معايير الأمان والرعاية، وتشجيع الكيانات الصغيرة على عمل تعاونيات فيما بينها، والتعاون مع البنوك الوطنية وكبرى شركات الإنتاج، وتقديم الدعم التمويلي والفني والتقني لأصحاب المزارع.
وفي عام 2017، صدر قرارًا وزاريًا يسمح بإقامة مشروعات الدواجن على الأراضي الصحراوية والمستصلحة حديثا خارج الزمام الزراعي، بعيدًا عن الكتلة السكنية بما لا يقل عن كيلومتر واحد، بشرط توافر الأبعاد الوقائية وفق المسافات المحددة، وجرى تخصيص مساحة إجمالية قدرها نحو 12 ألفًا و275 فدانًا بنظام حق الانتفاع لمدة 30 عامًا، لصالح 4 شركات، وتبلغ الاستثمارات نحو مليار و433 مليونًا في المرحلة الأولى.
كما اعتمدت الحكومة ضوابط جديدة للنهوض بصناعة الدواجن، تستهدف زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم البيضاء والمعروض من لحوم الدواجن، ضمن منظومة تطبيق قواعد الأمان الحيوي في مزارع الإنتاج الداجني، والتوسع فى إقامة مزارع الدواجن، تطوير منظمة إنتاج الأعلاف التى تشكل 70% من صناعة الدواجن.
وفي يناير 2018، أصدرت وزارة الزراعة، قرارًا برقم 128 لسنة 2018، بتشكيل لجنة دائمة للمتابعة للموقف الإنتاج المحلي من الدواجن والكميات المستوردة لتحقيق استقرار الأسعار بالسوق المحلية.
وسبق وأعلنت "الزراعة" أنَّ مصر لن تستورد "مجزءات للدواجن"، كونها من الصناعات الواعدة، وتمتلك ميزة نسبية بتوافر الاستثمارات العملاقة التي تتجاوز 65 مليار جنيه، ويغطى الانتاج نسبة تتجاوز 95% من احتياجات الاستهلاك المحلى، وتمتلك صناعة الدواجن تقريبا 500 ألف جده، و14 مليار و250 مليون دجاجة بيض مائدة، ووصل إنتاج الدواجن العام الماضي إلى مليار و250 مليون دجاجة.
وخلال سبتمبر الماضي، أعلنت "الزراعة" وقف استيراد المنتجات الداجنة من دواجن كاملة ومصنعات الدواجن، بهدف توجيه كامل طاقة السوق المحلية لاستهلاك المنتج المحلي بصورة حصرية، وتوجيه كل الوزارات والجهات بمصر لتدبير احتياجاتها الكاملة من السوق المحلية لدعم وتنمية صناعة الدواجن المصرية.

رئيس اتحاد الدواجن: يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي كامل في 2020
الدكتور نبيل درويش رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أكّد أنَّ مصر قادرة على الوصول للاكتفاء الذاتي بنسبة 100%، للدواجن والبيض في مصر، مشيرًا إلى أنَّه حاليًا الاستيراد موقف في ذلك المجال.
وأكّد درويش، ل"الوطن"، أهمية دعم الإنتاج المحلي للدواجن، مبينًا أنَّ الرئيس عبدالفتاج السيسي دائما ما يدعو بذلك في كل المجالات، متابعًا "لذلك لا يجب العودة لاستيراد الدواجن التي كانت تحصل عليها البلاد من أوكرانيا والبرازيل، لاسيما في ظل زيادة المعروض عن المطلوب بالأسواق، وانخفاض الأسعار عن التكلفة أيضًا".
وأشار إلى أنَّ أسعار الدواجن في مصر حاليًا هي أقل من التكلفة، التي باتت عناصرها مرتفعة القيمة، لذلك فإن حالة الاكتفاء الذاتي لا تعني انخفاض الأسعار.
أستاذ اقتصاد زراعي: تحقيق الاكتفاء الذاتي "لا يعني خفض الأسعار"
وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، الذي قال إنَّ تحقيق الاكتفاء الذاتي لا يعني خفض الأسعار لارتفاع قيمة التكلفة، موضحًا أنَّ مصر سبق أنَّ اكتفت ذاتيًا بالدواجن، في عامي 2006 و2011، وجرى وقف الاستيراد من قبل أيضًا لدواع الذبح الحلال الإسلامية.
وتابع "صيام"، في حديثه ل"الوطن"، أنَّه عقب ذلك جرى إعادة الإستيراد مجددا وإلغاء الجمارك، وحينها انخفضت أسعار الدواجن المستوردة عن المحلية، ما أضر بالأسواق المصرية، لذلك تم فرض حوالي 20% ضرائب، موضحا أنه حاليا تستورد البلاد حوالي 10% من الدواجن، ما يعني وجود اكتفاء بنسبة 90%.
الوصول لنسبة 95%، يعد أمرًا سهلًا وقريبًا في رأي صيام، موضحًا أنَّه توجد شروط لذلك الأمر، منها وجود سياسة للدواجن، مبينًا أنَّ نسبة الاستهلاك السنوية ترتفع مع زيادة السكان، إضافة لتقليل أسعار عناصر الإنتاج، وعلى رأسها الدرة الصفراء التي يجرى استيرادها من أمريكا بنحو 4 ملايين طن سنويا ك علف للدجاج، وهو ما يمثل 70% من سعر الدجاجة.