خطوات قليلة باتت تفصلنا عن تأسيس دولة مصر الحديثة وأصبح الشغل الشاغل لكل المصريين هو ضرورة وضع القواعد القوية لبناء هذه الدولة التي طالما كانت حلما يراود كل فرد في هذا الشعب العريق ولا شك انه من ضمن القواعد الاساسية لبناء الدولة الحديثة هو العلم والبحث العلمي والذي يمثل البوابة الملكية لعبور مصر نحو مستقبل افضل. ولكي يتم تحقيق هذه الانطلاقة اصبح من الضروري وضع استراتيجية للبحث العلمي او دعونا نسميها استراتيجية للعلوم والتكنولوجيا هذه الاستراتيجية والتي يجب ان تمثل خريطة طريق للسنوات العشر القادمة تتكون من أربعة أركان أساسية الاول يخص الادارة وهيكلة منظومة البحث العلمي الحالي والذي يعتمد علي تطوير الجهاز الاداري واللوائح المنظمة لعمل مراكز البحوث العلمية في مصر مع ضرورة ضم تلك المراكز المبعثرة علي الوزارات المختلفة لتصبح تحت مظلة وزارة البحث العلمي والتي يجب ان تتحول الي وزارة العلوم والتكنولوجيا. ويتولى مسئولياتها وزيرا محترفا ويتضمن هذا الركن أيضاً اعادة طريقة تعيين القيادات البحثية واستبعاد فكرة الانتخابات واتباع الطرق المعروفة لتعيين القيادت في البلاد المتقدمة اما الركن الثاني من الاستراتيجية فيختص بالميزانية المخصصة للإنفاق علي البحث العلمي خاصة بعد إقرار زيادتها في الدستور الجديد. فلابد ان تنص الاستراتيجية علي زيادة الإنفاق بمعدل سنوي حتي يصل للنسب العالمية للإنفاق كنسبة من الناتج القومي والتي يجب ان تكون في نهاية العشرة سنوات حوالي من 3 الي4٪ وذلك من اجل توفير الاموال الكافية للإنفاق علي الأبحاث والمشاريع العلمية بما يضمن تحقيق الهدف المنشود وتقديم أبحاث تطبيقية تخدم الصناعة والزراعة والصحة والبيئة وتحل مشاكل البلد في مختلف القطاعات. اما الركن الثاث فيتضمن الاهتمام وتفعيل دور العلماء المصريين بالداخل والخارج علي ان يوضع برنامج واضح في الاستراتيجية يشمل الوسائل التي تفعل الاستفادة بعلمائنا في الخارج وفي أبحاثهم من اجل خدمة قضايا مصر الداخلية بالاضافة بالاهتمام برفع دخول علماء الداخل وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لهم وتذليل كل الصعاب التي تحول دون أدائهم لعملهم علي خير وجه اما الركن الرابع من الاستراتيجية فيختص بقضية تسويق نتائج البحوث والمشاريع العلمية حيث تتضمن الاستراتيجية. وضع خطط وبرامج حديثة للتسويق من خلال انشاء قطاعات لتلك المهمة بوزارة العلوم والتكنولوجيا والمراكز التابعة لها وتوفير الخبرات والكوادر المؤهلة لهذا النوع من العمل بهدف توفير افضل الوسائل والطرق العملية لنقل نتائج الأبحاث من المعامل الي ارض الواقع بدلا من تخزينها في الأدراج . لقد بات وضع استراتيجية للبحث العمي في المرحلة القادمة خاصة بعد الانتهاء من انتخابات الرئاسة والبرلمان يمثل حاجة ضرورية لتحقيق النهضة العلمية المنشودة والانطلاق بمصر نحو آفاق المستقبل الرحب تزامناً مع بناء الدولة العصرية الحديثة.