لم يكن ما دار داخل «نجع خضر» ذلك النجع الهادئ التابع لمركز ديروط فى محافظة أسيوط، قبل يومين مجرد تبادل عابر لإطلاق الرصاص بين أجهزة الأمن والأهالى، بل كان معركة حربية عنيفة، خسر فيها الطرفان، بعد أن أسفرت المواجهات عن مقتل مواطن وإصابة 6 آخرين بينهم ضباط (شرطة وجيش) ومجند وجميعهم فى حالة خطرة. على وقع الدوى العنيف لطلقات الآلى والجرينوف جرت المعركة وسط سحب خانقة من الغاز المسيل للدموع، فى البداية كانت أجهزة الأمن تحاول تنفيذ عدة قرارات إزالة ولدى تحرك القوات هجم الأهالى بالحجارة وطلقات من أسلحة خرطوش أصابت القوات بالذعر، فطاردت الأهالى، وسرعان ما اختفوا فى الجبل، مما دفع القوات لإمطارهم بوابل من الرصاص أسفر عن إصابة أحمد إبراهيم صالح 40 سنة بطلق نارى فى الصدر وتم القبض عليه واحتجازه داخل مدرعة وهو ينزف لمدة 4 ساعات حتى انتهت القوات من مهمتها، وبعدها تم طلب الإسعاف لنقله إلى المستشفى الجامعى بأسيوط لكنه كان قد فارق الحياة. «محمد» شقيق القتيل أصيب هو الآخر بكسر فى الذراع وطلق نارى غير نافذ، قال ل«الوطن»: عندما شاهدنا القوات قادمة بأعداد لاحصر لها مدعومة بمدرعات ولوادر لم ندر ماذا نفعل، قمنا فى البداية برشقهم بالحجارة فألقوا علينا القنابل المسيلة للدموع، وبعدها تم تبادل إطلاق النار، كانوا يطلقون علينا الرصاص من الرشاشات المثبتة بالمدرعات. بعد أن سكتت أصوات الرصاص (يضيف): ذهبنا لإنقاذ الجرحى ونقلهم إلى المستشفى ففوجئنا بأنه تم القبض عليهم واحتجازهم داخل مدرسة عواجة لحين تحويلهم إلى مركز الشرطة وتلفيق قضايا حيازة سلاح من دون ترخيص. وعلمت بعدها بإصابة شقيقى الآخر «عمر» بطلق فى الرأس وخضع لجراحة بالمستشفى الجامعى لاستخراج الرصاصة وهو حالياً مقبوض عليه، كما أصيب أيضاً «عمرو» 16 سنة، نجل شقيقى المتوفى بأربع طلقات فى البطن وهو أيضا فى المستشفى الجامعى. أضاف «محمد»: يحاولون الضغط على شقيقى المصاب ونجل شقيقى المتوفى لتغيير أقوالهما بأن يقولا إن الإصابات كانت نتيجة إطلاقنا نحن الأعيرة على القوات رداً على قنابل الغاز فى مقابل إخلاء سبيلهما. وأكد: لن نخلى هذه الأرض بعد ما فعلوه بنا، هذا غير أننا اقترضنا مبالغ كبيرة من بنك التنمية لاستصلاح هذه الأرض فهل هذا حرام أم حلال أن يأخذوها بعد أن بدأت تنتج؟ كانت الحملة قد توجهت إلى المنطقة لتنفيذ ( 5 ) قرارات صادرة من الهيئة العامة للآثار والوحدة المحلية لمركز ومدينة ديروط بإزالة أعمدة خرسانية وأشجار وغرفة ومزرعة دواجن ومنزلين على الأراضى بإجمالى 30 فداناً، وأثناء وصول القوات والشروع فى التنفيذ تجمع العشرات من أقارب الصادرة ضدهم القرارات وقاموا برشق القوات بالحجارة وتعاملت معهم بإطلاق الغازات لتفريقهم ثم فروا إلى المنطقة الجبلية المتاخمة لمكان المأمورية وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، مما نجم عنه إصابة النقيب طارق عاطف محمد تمام 30 سنة « ضابط بالقوات المسلحة بطلق نارى بالركبة اليمنى. والمجند محمد. ر. ج - 20 سنة من قوة قطاع الأمن المركزى بطلق باليد. والنقيب أحمد الحسينى الضابط بالأمن المركزى بطلق نارى بالصديرى الواقى دون حدوث إصابة. على الفور بادلتهم القوات إطلاق الأعيرة النارية حتى تم إسكات مصدر النيران وبتمشيط المنطقة تبين إصابة على. أ. 45 سنة مزارع بطلق نارى بالبطن وتوفى على أثر ذلك وعثر بجوار جثته على بندقية آلية و12 طلقة وعمرو. أ. إ - 30 سنة مزارع بطلق نارى بالصدر. و عمر. م. ف - 15سنة طالب بطلق نارى بالفخذ الأيمن والأيسر فتحة دخول وخروج وعمر. أ. - 40 سنة حاصل على دبلوم بطلق نارى بالصدر، وتمكنت القوات من ضبط 15 شخصاً.