قتلى ومفقودون.. القصة الكاملة لثوران بركان "وايت آيلاند" في نيوزيلندا

"وايت أيلاند" جزيرة نيوزيلاندا التي تحولت بين ليلة وضحاها من مقصد يقضي به السياح أوقاتًا ممتعة؛ جاءوا ليتسمتعوا بمنظر طبيعي خلاب في أجازة اعتقدوا أنها ستكون سعيدة، إلا أن وجود بركان يحمل نفس اسم الجزيرة ويوصف بأنه أكثر براكين البحار نشاطًا، قلب الأمر إلى عكسه تمامًا، وفي لحظة أثناء تجولهم كان منهم من سقط قتيلا وآخرون بإصابات بالغة.
بركان "وايت آيلاند" المغمور بالمياه، حيث تغطي المياه 70% منه، لكن فوهة البركان والقمة المحيطة بها تقع فوق مستوى سطح البحر ب321 مترا، ويزوره 10 آلاف سائح سنويا، كما أنها يثور باستمرار منذ 50 عامًا، وكانت آخر انفجاراته في عام 2016.
في خليج بلنتي وعلى مسافة نحو 48 كيلومترا من الساحل الشرقي لجزيرة نيوزيلندا الشمالية، كان 100 شخص تقريبا يتجولون أمس في المنطقة حول البركان، حتى بدأ النشاط البركاني وحدث انفجار في الساعة الثانية وإحدى عشر دقيقة مساءا بتوقيت الجزيرة، ما أدى إلى تساقط أعمدة من الرماد في الهواء وبجسب موقع سكاي نيوز سقط 13 قتيلا إضافة إلى 8 مفقودين وحالات إصابات بالغة.
بركان نيوزيلندا أخرج سحب رماد أبيض كثيفة تساقطت على السياح
بارتفاع يصل إلى 3.6 كيلومتر، أطلق البركان سحب كثيفة من الرماد الأبيض، حيث وجود السياح في حالة رعب حينما بدأ الدخان يتصاعد من الأرض من حولهم وبعض الرماد يتطاير في الهواء، وأظهر 3 كاميرات موضوعة عند البركان ومتصلين بالإنترنت، تتبع وكالة جيونت التي ترصد المخاطر الجيولوجية، وجود سحابة رماد تغطي المنطقة، إضافة إلى مجموعة واحدة من السياح على الأقل داخل الفوهة قبل أن يثور بدقائق، وذلك بحسب موقع "فرانس 24" الإخباري.
ثوران البركان يخلف مقذوفات بالستية وهي بخار ساخن ومياه تخرج من فوهة البركان مما قد يؤدي إلى مقتل القريبين منه، وذلك بحسب جان ليندسي، الأستاذة في جامعة أوكلاند، في تصريح لموقع "بي بي سي"، موضحة كيف يمكن لبركان أن يخلف قتلى ومصابين.
وفتحت الشرطة النيوزيلندية تحقيقا جنائيا، بهدف الكشف عن وقوع حالات وفاة بهذا العدد، واعتبرت المفقودين في تعداد القتلى، في الوقت الذي كان قد تم رفع مستويات التهديد على الجزية البركانية الأسبوع الماضي، حيث وصل مستوى التهديد إلى 2، وهو ما يعني أن المعدل بين معتدل ومرتفع بعد أن كان عند المستوى 1، الذي يعني حدوث اضطراب بركاني بسيط، ومهمة التحقيق هو الوصول لإجابات حول السماح للسياح بالنزول إليها، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
من جنسيات متنوعة، كان ضحايا بركان وايت أيلاند، الذي بدأ أمس، بين سياح من الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وبريطانيا بالإضافة إلى بريطانيين وصينين ومرشدين سياحيين من نيوزيلندا، لتعبر جائيندا أردرن، رئيسة وزراء نيوزيلنداعن الحادث بكونه "ألم عميق" هكذا وصفت، موجهة بأن الشرطة تحاول استعادة واستخراج الجثث بشكل آمن، حيث يتم دراسة إرسال مهمة إغاثة للجثث في ظل احتماليات أن تحدث انفجارات أخرى تحمل مخاطر، قد تعرقل عمليات الإنقاذ.