شهدت محافظة حلوان أمس الأول (الخميس) مسيرة رافضة للنظام الحالى رفع المشاركون فيها إشارات رابعة العدوية، بعدما انتهوا من تشييع جنازة شاب لقى مصرعه ضمن اشتباكات بالرصاص الحى بين الشرطة وبعض أنصار الإخوان المسلمين فى منطقة عرب غنيم بحلوان، وانتهت المسيرة التى قطعت طريق عمر بن عبدالعزيز فى حلوان، بأن انضم إليها ملثمون وأطلقوا الرصاص الحى على وحدة مرور حلوان بالشارع، واقتحموها وأضرموا النيران فى سيارة «بوكس» ودراجة بخارية (موتوسيكل) تابعة لشرطة المرور. فضلاً عن إتلاف عدد من الأوراق والمكاتب التى تخص موظفى المرور. رضا عثمان، أحد شهود العيان، يروى شهادته لوقائع اقتحام وحدة المرور: «يوم الأربعاء الماضى وقعت اشتباكات بين الإخوان والشرطة فى منطقة عرب غنيم، وكنا سامعين صوت ضرب النار هنا، لأن منطقة عرب غنيم لا تبعد كثيراً عن وحدة المرور التى يوجد معرض قطع الغيار الذى أملكه أمامها، وانتهت الاشتباكات بين الشرطة والإخوان بمقتل شاب.. هناك من يقول إنه من عائلة النحاسين، وهناك من يقول إنه من عائلة العزايمة». ويقول «عثمان»: «يوم الخميس الساعة 5 عصراً، بدأت المسيرة التى كانت تشيّع جنازة الشاب فى طريق عودتها إلى منطقة عرب غنيم، لكن بعض الشباب المشاركين فيها توقفوا أمام وحدة مرور حلوان، وراحوا يهتفون ضد الشرطة، وكتب بعضهم عبارات مسيئة إلى الشرطة على سور الإدارة»، يشير «عثمان» إلى بعض العبارات التى تهاجم المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ووزارة الداخلية، التى يقول إن أنصار جماعة الإخوان هم من كتبوها على سور مرور حلوان، منها «السيسى قاتل» و«الداخلية بيت الدعارة» وغيرهما. ويشير وليد محمد فريد إلى أن بعض المشاركين فى المسيرة اشتبكوا معه شخصياً: «أنا شغال فى معرض لقطع غيار السيارات، ولما المسيرة جات قدّام المعرض اللى فى وش مرور حلوان فى شارع عمر بن عبدالعزيز، لقيت شباب من اللى فى المظاهرة طلعوا على أسقف السيارات اللى أنا عارضها.. روحتلهم وقلتلهم يا جدعان ماتؤذونيش أنا فى أكل عيشى، وطلبت منهم ينزلوا، فمسكوا فيا أنا، وناس اتدخلت تحوش بينى وبينهم، ولما نزلوا ومشيوا شوية لقيت ناس ملثمين، أكثر من 8، ماسكين أسلحة أشكال وألوان.. اللى ماسك بنادق آلى، واللى ماسك فرد خرطوش واللى ماسك فرد حلوان، وفضلوا يضربوا نار على المرور». فى ظل ضرب النار الذى يشير إليه وليد فريد، أحد شهود العيان الذى كان مهتماً بإبعاد هياكل السيارات التى يعرضها للبيع، قال: «فى عز ما الضرب كان شغال، كان كل همى أنا وأصحاب المعارض نشيل الأسقف والبودى بتاعة العربيات اللى عارضينها قدام محلاتنا، ولما لقينا الضرب شد أوى طلعنا نجرى إحنا كمان لتيجى فينا رصاصة من هنا ولا من هنا». تواصل الهجوم المسلح على مرور حلوان لما يزيد على الساعة وفقاً لشهود العيان وفى تلك الأثناء اندفع العشرات من معارضى النظام القائم إلى داخل وحدة مرور حلوان وقاموا بتحطيم بعض المكاتب الإدارية بداخلها، ومنها مكتب رئيس الوحدة ذاته، كما أضرم المقتحمون النيران فى دراجة نارية تابعة لإدارة المرور، وسيارة شرطة بصندوق خلفى، وأغلقت إدارة المرور الوحدة بعد انتهاء الاشتباكات، فيما حضر الضباط أمس (الجمعة) إلى مقر وحدة المرور لمعاينة الوضع الراهن، ووفقاً لمصدر مسئول داخل مرور حلوان، رفض ذكر اسمه، فإن «الاشتباكات لم تسفر عن أى قتلى أو مصابين بين رجال الأمن من ضباط وأمناء ومساعدى ومجندى الشرطة، ولا بين الموظفين.. بينما تعد الإدارة وحدة مرور حلوان لإعادة فتحها فى أقرب وقت ممكن لخدمة المواطنين». ويقول أحد شهود العيان، رفض ذكر اسمه: إن «أهالى عرب راشد تدخلوا لحماية المرور وصد هجوم الإخوان عليها، دون استخدام أى أسلحة، ولكن بالطوب والحجارة.. فرد عليهم مؤيدو الإخوان بالرصاص، حيث أطلقوا بعض الرصاصات على السيارات التى كانت مركونة أمام المرور على الجهة المقابلة لشارع عمر بن عبدالعزيز، وكذلك على بعض البيوت التى استخدم الأهالى أسطحها لقذف الطوب من فوقها، وظلت الاشتباكات بين الطرفين حتى انسحب المسلحون الملثمون بوصول قوات الأمن المركزى بسيارات الجنود الكبيرة ومدرعات الشرطة». ويقول وليد فريد، أحد شهود العيان: إن «الاشتباكات لم تسفر عن إصابة أى شخص من أى طرف، لا من أهالى عرب راشد اللى دافعوا عن المرور، ولا من عرب غنيم اللى كان منهم القتيل اللى شيعوا جنازته يوم الخميس، ولا من الشرطة.. لكن عدم وصول التعزيزات الأمنية فى وقت سريع كان السبب فى استمرار الاشتباكات لأكثر من ساعة، وهو ما تسبّب فى تدمير حوالى 5 سيارات، وأنا بنفسى لما لقيت الطوب بيتحدف على عربية كان صاحبها راكنها قدام معرضنا، كسرت المسوجر (القفل) بتاعها ودورتها وأبعدتها عن مكان الاشتباكات».