طالب المشير حسين طنطاوى، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الشعب المصرى بالقيام بمسئوليته الوطنية خلال الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن مصر ستقدم نموذجا يشهد له العالم فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأكد أن القوات المسلحة ستؤمِّن الانتخابات الرئاسية بصورة أفضل من انتخابات البرلمان بالتعاون مع الشرطة والقضاة، قائلا: «القضاء المصرى العظيم سيظل شامخا طوال عمره، وإن شاء الله هتنجح الانتخابات، ونرجو أن تفرز الصالح لمصر، عايزين رئيس عظيم لأمة عظيمة». جاء ذلك خلال تنفيذ المرحلة النهائية للمشروع التكتيكى بالذخيرة الحية «نصر 30»، أمس، الذى تجريه إحدى وحدات المنطقة المركزية العسكرية فى إطار الخطة السنوية للتدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة. ووجَّه طنطاوى الشكر لأفراد القوات المسلحة، قائلاً: «تحملتم إهانات وضغطا نفسيا لا يتحملها بشر لمدة عام ونصف العام، وهى ضريبة تدفعها القوات المسلحة علشان خاطر مصر، أنتم عظماء واحذروا الاستجابة لمحاولات خفض معنوياتكم». وطلب المشير من أفراد القوات المسلحة الحذر من المندسين، واليقظة الدائمة فى المرحلة المقبلة، مشددا: «لن نسمح لأحد بإجبارنا على شىء؛ لأن القوات المسلحة ستظل قوية، وستصل بمصر إلى بر الأمان». وحذر ضباط وجنود القوات المسلحة من إطلاق النار على المواطنين. وقال: «مصر ليس فيها خونة، بل يوجد بها عدد قليل غير فاهمين»، على حد وصفه. وأكد أن الجيش على أعلى درجات الاستعداد القتالى، وأن مصر قوية، ومن يقترب منها «سنكسر رجله» حسب وصفه، مشدداً على أن القوات المسلحة لن تسعى لإلغاء معاهدات ولن تخوض حربا إلا إذا كانت مضطرة لها، مشيراً إلى أن الجيش يمتلك أحدث المعدات والأسلحة فى العالم، كما قامت بتطوير الأسلحة التى كانت لديها فى حرب 1973. تضمنت المناورة إدارة أعمال قتال فى عمق دفاعات العدو بعد رفع درجات الاستعداد القتالى لقواتنا والتحرك لاحتلال منطقة الانتظار الأمامية والقيام بأعمال الإخفاء والتمويه الجيد والتحرك والوصول للحد الأمامى لدفاعات العدو واقتحامه وتدمير أنساقه. وقامت القوات المشاركة بتطوير أعمال القتال فى العمق بمعاونة القوات الجوية التى نفذت طلعات استطلاع وحماية ومعاونة لدعم أعمال قتال القوات وتدمير الاحتياطات المعادية تحت ستر وسائل وأسلحة الدفاع الجوى وبمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية المباشرة وغير المباشرة ودفع الأنساق المدرعة والميكانيكية لتطوير الهجوم واختراق دفاعات العدو وتدميره بمعاونة الطائرات الهليكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات لفصل الاحتياطات المعادية وحرمان العدو من استعادة أوضاعه الدفاعية وتطوير الهجوم لاستكمال تنفيذ باقى المهام وتحقيق الاتصال مع العناصر الجوية لاحتلال خط حيوى فى عمق دفاعات العدو وتأمينه لتحقيق المهمة النهائية لقواتنا. وظهر خلال المرحلة تحقيق مبادئ معركة الأسلحة المشتركة فى تعاون شامل، والدقة فى التعامل مع الأهداف الميدانية وإصابتها فى الثبات والحركة وسرعة إدارة أعمال القتال فى العمق وما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية وقدرة على استخدام الأسلحة والمعدات وتنفيذ أعمال التجهيز الهندسى بما يلائم طبيعة الأرض وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين. وناقش المشير طنطاوى عددا من القادة والضباط المشاركين بالتدريب فى أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة أثناء إدارة العمليات؛ حيث أكد ضرورة البعد عن النمطية فى تخطيط وتنفيذ المهام والأنشطة التدريبية والاهتمام بالتدريب التخصصى وتحقيق المبادأة والمرونة على مستوى القادة الأصاغر واستخدام جميع وسائل القيادة والسيطرة الحديثة تحت مختلف الظروف. كما ناقش بعض الضباط من دارسى الكليات والمعاهد العسكرية فى أسلوب تخطيط وإدارة المشروع والاستفادة منها فى مجال العمليات والتدريب.. واستمع لعدد من الأسئلة والاستفسارات التى أجاب عنها مخططو ومنفذو المشروع. وفى نهاية المرحلة أشاد طنطاوى بالمستوى الراقى الذى وصلت إليه القوات من خلال الأداء المتميز وتنفيذ المهام القتالية بدقة وكفاءة عاليتين، وأكد ضرورة الاهتمام بالتدريب وتطوير أساليبه ووسائله بصفة مستمرة باعتباره الركيزة الأساسية للقوات المسلحة وتأصيل خبرات القتال وأهمية التعاون بين جميع القوات لتحقيق الأهداف من التدريب القتالى لتظل القوات المسلحة قوية وقادرة على تنفيذ مهامها فى جميع الأوقات وتحت مختلف الظروف. كانت المراحل الأولى للمشروع قد تضمنت تحرك القوات ليلا وفتح الثغرات مع استخدام الطبيعة الطبوغرافية للأرض ودفع القوة الرئيسية لاقتحام الحد الأمامى لدفاعات العدو وتدمير أنساقه وتطوير أعمال القتال فى العمق. حضر مراحل المشروع الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من أعضاء مجلسى الشعب والشورى وعدد من دارسى الكليات والمعاهد العسكرية.