أثارت تصريحات الدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسى حزب الدستور، التى أدلى بها لإحدى المجلات البرازيلية وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى الإلكترونى، ردود فعل غاضبة لدى التيارات السلفية، عقب تصريحاته الأخيرة التى وصف فيها من يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية بالمتطرفين، والتيار السلفى بأنه الأكثر تطرفاً، حسب ما نقلته الجريدة. وقال أسامة فكرى، عضو الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، إن المتطرف هو من يمتنع عن تطبيق شرع الله، وعلى البرادعى أن يمتنع عن تطرفه بامتناعه عن الهجوم على «القرآن والسنة». وأضاف ل«الوطن»: «أن مطلب السلفيين هو مطلب كل المسلمين وهو تطبيق شرع الله، وإذا حدث وخالفنا المواثيق الدولية فإن البرادعى سيهاجمنا ويعترض علينا»، موضحاً أن «الشريعة هى قانون المسلمين». وأكد «فكرى» أن هجوم البرادعى على السلفيين موجه لحزب النور لأنه يرى أن «النور» يكسب قواعد شعبية جديدة تخصم من رصيد حزبه الجديد «الدستور» فيهاجم السلفيين لصالح حزبه الجديد، منتقداً هجوم البرادعى على الإسلاميين سابقاً وادعاءه استخدامهم المساجد، وهو ما نفذه البرادعى بنفسه حينما وزع أوراقاً دعائية ونفذ حملات دعائية لحزبه داخل المساجد، بحسب قوله. ووصف «فكرى» من يمتنعون عن تطبيق شرع الله بالمتطرفين، وليس من يحاولون تطبيقه، مخاطباً البرادعى بأنه إن كان يصف من يطبقون الشريعة بالتطرف فعليه أن يصف النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة بالتطرف. من جانبه، قال محمد حسان، مدير المكتب الإعلامى للجماعة الإسلامية، إن «البرادعى» يعتقد أنه يمثل تياراً فى مصر وهو أمر غير حقيقى، قائلاً: «هو لا يمثل تياراً أو قوة فى الشارع ولا يمثل وجهة نظر سائدة وهو لا يعبر إلا عن نفسه فقط». ورفض «حسان» وصف البرادعى للسلفيين بالتطرف، موضحاً: «التيار السلفى لم يمارس العنف بأى صورة من الصور والجميع يعرف ذلك، ولا يصح أن أصف تياراً فكرياً بأنه متطرف لأنه ينادى بأفكاره ومن يصف أحداً بالتطرف فهو المتطرف لأنه يحجر على غيره، الأمر الذى يخالف مبادئ البرادعى نفسه». وتابع: «حينما أتحدث عن أفكار أحد واصفها بالتطرف فهو نوع من الشطط وأتعجب ممن يصفون من يحاولون تطبيق الشريعة بالتطرف وهو ينتمى للمسلمين، إلا أن الأقباط يرون أن تطبيق الشريعة نوع من العدالة لهم وللمسلمين». بدوره وصف الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمى للجبهة السلفية، تصريحات «البرادعى» بأنها تطرف علمانى لا يليق به ولا بشخصيته ولا مكانته، وينبغى أن تكون تصريحاته أكثر انضباطاً لا سيما أنه يمثل رقماً مهماً فى السياسة المصرية. وقال «سعيد»: «البرادعى» يواجه ما يسميه تطرفاً بتطرف وغلو وهو يطلق الأحكام بعموميتها، وهو ليس على علم بالشريعة التى يرفضها ولا يدرى ما يرفضه وعليه أن ينمى كفاءته الشرعية أكثر من ذلك حتى يعلم ما يهاجمه». وأضاف: «تصريحات البرادعى مبنية على خصومة سياسية وليست على حقائق علمية، وكنا ننتظر منه أن يكون أكثر اتزاناً فى تصريحاته حتى لا يقلل من قيمته». وأوضح «سعيد» أن المنهج السلفى منهج وسطى معتدل أكثر وسطية من المناهج السياسية القديمة التى يعتقد الناس أنها مناهج وسطية. وانتقد وصف «البرادعى» للمسلمين الذين يحاولون تطبيق الشريعة بالمتطرفين ولم يصف بالمثل المسيحيين الذين يسعون إلى تطبيق شريعتهم وخرجت مادة فى الدستور الجديد تؤكد تطبيق المسيحيين لشريعتهم، موضحاً أن الاعتدال ارتبط عند الليبراليين بالهجوم على التيار الإسلامى ومحاربة الفكر المسيحى. من جانبها، قالت إسراء عبدالفتاح، أحد مؤسسى حزب الدستور والمسئولة باللجنة الإعلامية للحزب، إن تصريحات الدكتور محمد البرادعى تم اجتزاؤها من مضمونها وتحريفها وترجمتها على نحو غير دقيق. وأضافت: «البرادعى لم يقل إن السلفيين متطرفون، وهو أكد أكثر من مرة تأييده الشديد لتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية»، وتساءلت «عبدالفتاح»: «كيف يصف السلفيين بهذا، وحزب الدستور يضم شخصيات وأعضاء سلفيين».