بينما تمر الأيام وتتسابق السنوات في تغيير ملامح وأفكار الناس باستمرار، تجد أن الآباء ينسون في كثير من الأحيان أنهم كانوا أبناء. (أنا أكبر منك.. أنا أفهم عنك.. اللي أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة.. من الآخر متفكرش أنا هفكرلك) هي كلمات وردت على مسامع بعضنا، ربما بقصد الخوف من التجربة والمثابرة وربما بدافع الخوف الزائد، لذلك أصبح التفاهم بين الآباء والأبناء مشكلة متجددة بكل أبعادها العمرية والفكرية، هناك بعض الأباء تريد أن تضع أبناءها في "كورة بلورية" تحركها كيفما تشاء دون أن يكون له الحق في تقرير ما يريد. ربما تكمن المشكلة في اقتناع كل طرف برأيه وربما عدم إتقان الاستماع إلى الرأي الآخر وتقبله، ولكن يجب أن يدرك آباؤنا أن القناعات والثقافات وربما الثوابت من حولنا قد تغيرت، الكل يرى أن عصره أكثر حساسية ولا يريد مسايرة الزمن مما ساعد علي تفاقم الخلاف. ولكن ما نعيشه الأن من تطور سريع و دخول تكنولوجيا جديدة ربما لم تكن موجودة في الأجيال السابقة، وكذلك العيش في مجتمع مفتوح، ربما هي فكرة لم يقدر الكثير على تقبلها، وليس معنى هذا هو الارتضاء بقناعاتي وإن كانت خطأ ولكن لا بأس بتقريب وجهات النظر، فخوف الأهل الزائد أحيانًا ما يكون هو سبب ارتكاب الخطأ.. نعم نحن لسنا ملائكة ومعرّضين لأن نخطئ ونصيب فنكتسب الخبرة، هذه التي تحدث المفارقة بيننا وبين من سبقنا من الأجيال، فالتجربة ليست حكرًا على أحد بحجة فرق السن ولا يعني بالضرورة أن إدراك الأجيال السابقة هي أكبر من الجيل الحالي، فلا تقاس الأمور بهذه الطريقة ولكن ربما يكمن الحل في إدراك التغييرات من حولك ومراعاة فروق التفكير.