«سيبوه بقى، إنتو حاولتوا وخلاص، لما يموت ذنبه هايبقى فى رقبة صاحبه»، جملة تتكرر على مسامع فتاتين قامتا بتكوين فريق إنقاذ من نوع خاص، هما مريم على وسلوى عبده، الناشطتان فى مجال حقوق الحيوان، اللتان تتخصصان حالياً فى إنقاذ الحيوانات بشكل عام، والحمير والأحصنة بشكل خاص، مسئولية تنوء عن حملها مؤسسات حكومية كاملة، تقوم بها الشابتان، بالاعتماد على بعضهما. مبروكة، وبهية، وصابر وغلبان.. بعض أسماء لأحصنة وحمير قام فريق الإنقاذ بانتشالها من مآسٍ صحية مؤلمة، «بهية» التى تركها صاحبها فى أسيوط تصاب بغرغرينة، تجرى حالياً عملية بتر لإنقاذ حياتها، أما «صابر» فتركه صاحبه يموت من العطش والجوع، حتى التصق جلد حنجرته ببعضه لشدة الجفاف، و«غلبان» صدمته سيارة، فكسرت قدمه الخلفية، ومع ذلك لم يرحمه صاحبه طوال أسبوعين متواصلين من العمل على ثلاث أرجل فقط. تعرضت الفتاتان للكثير من المواقف الصعبة حتى تكتمل عملية الإنقاذ بنجاح: «الأول بنروح نشوف الحالة ونتفاوض مع صاحبها، ودى أصعب مرحلة، فى ناس بتاخد مبلغ بسيط، وناس مابتاخدش فلوس ودول قلة، أما معظم الوقت، فالناس بتستغلنا لما تلاقينا عاوزين ننقذ الحالة، وتقول سعر أعلى من الطبيعى، بنفضل نتفاوض، مرة فضلنا نقنع صاحب الحمار لحد الساعة 12 بالليل لما وافق»، تتحدث «مريم» التى تؤكد أن نوع المساعدة يتوقف على طريقة إصابة الحمار، فلو كان صاحبه هو السبب يتم أخذ الحمار منه بأقل ثمن ممكن، أما لو كانت الإصابة قدرية، يتم إعطاؤه تعويضاً مناسباً، أو توفير حمار آخر له. تأتى بعدها مرحلة النقل فى سيارة مكشوفة، إلى «مشروع الحصان المصرى»، الذى تقوم عليه الشابة الأسترالية آشلى لوثرينجتون، التى تستضيف الحمير والأحصنة لديها حتى يكتمل شفاؤها، علاقة من التكامل تجمع سلوى ومريم، وآشلى وآخرين، فالأولى بارعة فى التفاوض مع أصحاب الحالات، والثانية تقوم بتوفير الإمكانات المادية.