استُشهد ضابط ورقيب شرطة صباح أمس فى مطاردة أمنية مع مسجلين خطر فى منطقة أبوتشت بقنا، كشفت التحريات والتحقيقات أن قوة أمنية ترأسها الضابط محمود محمد حنفى، معاون المباحث، للقبض على مسجلين خطر صادر لهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة لاتهامهم بحيازة أسلحة نارية، وأثناء محاولة القبض على المتهمين أطلقوا على الشرطة الرصاص، وتبادلت القوات إطلاق الرصاص معهم، مما أسفر عن استشهاد الضابط محمود محمد حنفى معاون المباحث ورقيب الشرطة إبراهيم عبدالمجيد طايع من قوة المركز، بعد إصابتهما بطلقات نارية أسفرت عن استشهادهما. وأضافت التحريات والتحقيقات أن قوات الشرطة استمرت فى مطاردة المتهمين وتمكنت من إلقاء القبض على 3 وعُثر بحوزتهم على أسلحة نارية. وقالت مصادر أمنية ل«الوطن»: إن «الشهيد الملازم أول محمود محمد حنفى، هو نجل اللواء محمد حنفى، الذى كان مسئولاً بالأمن الوطنى عن تحركات ونشاط الإخوان، واستبعده الرئيس المعزول محمد مرسى، ثم أعاده اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، للعمل مرة أخرى عقب ثورة 30 يونيو». ومن جهة أخرى، قرر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، ترقية الشهيد محمود محمد حنفى من ملازم أول إلى رتبة نقيب شرطة، وأيضا قرر ترقية رقيب الشرطة إبراهيم عبدالمجيد طايع إلى رقيب أول، مؤكداً أن الوزارة ستتكفل برعاية أسرتى الشهيدين. وشيّع جثمان الضابط الشهيد فى جنازة عسكرية من مقر أكاديمية الشرطة القديمة عصر أمس، وشارك بها وزير الداخلية وعدد من قيادات الوزارة وتم دفن جثمان الشهيد بمقابر الأسرة فى مدينة نصر. وشيع الآلاف من المواطنين والقيادات التنفيذية والشعبية من مستشفى نجع حمادى جثمان الرقيب إبراهيم عبدالمجيد طايع وسط حالة من البكاء والحزن والأسى سيطرت على المشيعين وهتاف: «لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله». وانتقل الموكب إلى مدينة فرشوط، مسقط رأس الشهيد، وأقيمت الجنازة العسكرية بحضور اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، واللواء محمد كمال مدير الأمن، وشيع جثمان الرقيب إبراهيم عبدالحميد، إلى مدافن العائلة بعزبة أولاد على بمركز فرشوط. وخيم الحزن على أهالى عزبة أولاد على، بلد الشهيد رقيب الشرطة، مطالبين الداخلية بالضرب بيد من حديد للقضاء على المجرمين والبؤر التى يتمركزون فيها، كما طالبوا وزير الداخلية بسرعة تكريم أسرة الشهيد وتقديم كل العون لهم، لأنه من أسرة بسيطة، كما فتح ديوان العائلة لاستقبال المواطنين المتقدمين بواجب العزاء. وقال حمدى صدقى رقيب شرطة بمركز شرطة أبوتشت، كان مشاركاً فى الحملة، باكياً: «زميلنا كان أحسن وأطيب شخصية معانا، ورقيب الشرطة صاحب البسمة المبهجة، حسبى الله ونعم الوكيل فى وزارة الداخلية التى لا تعتنى بينا رغم مطالبنا بالتسليح، ولا تهتم بالشهداء». وتابع: خرجنا فى تمام الساعة الثانية عشرة من صباح يوم الاثنين، لمداهمة إحدى بؤر المجرمين وسارقى سيارة اختطفوا قائدها بنجع «ضوى» التابع لقرية النجمة والحمران بمركز أبوتشت، وعند وصولنا تعامل المجرمون مباشرة مع القوات دون تعامل من الأفراد، حتى قتل نقيب الشرطة ثم سقط من ورائه رقيب الشرطة. وحمّل «حمدى» وزير الداخلية، المسئولية بسبب القرار الذى ينص على عدم إطلاق النار إلا بعد إطلاق المجرمين النار عليهم، مشيراً إلى أن الطلقات التى أطلقت من المجرمين هى التى قتلت الشهيدين. وقال حسان أحمد محمد، خال رقيب الشرطة، إن الشهيد لديه 4 أبناء وهم: محمود، وسيد، ومحمد، وسلوى، أكبرهم محمد 8 سنوات، إضافة إلى زوجته الحامل فى شهرها الثامن، مردفاً وهو يبكى: «أحتسبك يا أبومحمد شهيداً عند الله.. لا إله إلا الله». أما والدته المكلومة التى لم تستطع الخروج من البيت بسبب الأزمة التى لحقت بها فور سماع خبر استشهاد ابنها البكر الذى يتولى رعايتها، فقد دخلت فى حالة بكاء هستيرى شديد ثم دخلت فى غيبوبة، على حد وصف شقيقها «حسان». «كرم» شقيق الشهيد الذى انهمر فى البكاء جلس أمام المشرحة فى مستشفى نجع حمادى، صارخاً بأعلى صوته: «يا بوى يا خويا يا حبيبى يا إبراهيم، هنروح فين من بعدك انت اللى كنت شايلنا وحافظنا، مش هاسيب دمك يبرد من أولاد الكلب المجرمين، ثم صرخ مرة أخرى فى وجه الضباط وأمناء الشرطة: دم أخوى فى رقبتكم، ثم عاود البكاء مرة أخرى». وكان اللواء محمد كمال مدير أمن قنا، قد تلقى إخطاراً من مركز شرطة أبوتشت صباح اليوم الاثنين، باستشهاد محمود محمد حنفى، 23 سنة، ملازم أول، مقيم بمدينة نصر القاهرة، وإبراهيم عبدالحميد، 38 سنة رقيب شرطة، مقيم بعزبة أولاد على بفرشوط، إثر إصابتهما بطلقات نارية، أثناء مشاركتهما فى حملة أمنية استهدفت مسجلين خطر مطلوب ضبطهم وإحضارهم من النيابة العامة بتهمة حيازة أسحلة نارية دون ترخيص.