رفضت الولاياتالمتحدة بشدة الاستفتاء الذي نُظّم في القرم، واصفة التحركات الروسية في الأزمة بأنها "خطيرة ومزعزعة للاستقرار". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني: "هذا الاستفتاء يتعارض مع الدستور الأوكراني، والمجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع جرى تحت المضايقات وتهديد العنف بسبب تدخل الجيش الروسي الذي ينتهك القانون الدولي". وأضاف المتحدث الأمريكي، أن "الولاياتالمتحدة تدعم بقوة استقلال وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، ونرفض الاستفتاء"، مضيفًا "كما أوضحت الولاياتالمتحدة وحلفاؤنا فإن التدخل العسكري لروسيا وانتهاكها للقانون الدولي سيجعل روسيا تدفع ثمنًا أكبر لا يتمثل فقط في الإجراءات التي فرضتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، بل أيضًا كنتيجة مباشرة ستترتب على تصرفاتها المزعزعة للاستقرار". من جانبها، وصفت بريطانيا استفتاء، أمس، بانه استهزاء بالديمقراطية، رافضة الاعتراف بنتيجة الاستفتاء. ودان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، الاستفتاء وقال إنه ينتهك الدستور الأوكراني، مضيفًا "لا شيء في الطريقة التي جرى بها الاستفتاء يمكن أن يقنع أحدًا بأنه إجراء شرعي". وذكرت وكالة أنباء "فرانس برس"، أن الوزير البريطاني، دعا زملاءه في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ترسل مؤشرًا قويًا إلى روسيا بأن هذا التحدي لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا ستكون له عواقب اقتصادية وسياسية". وأعلنت اللجنة التنسيقية لإدارة مدينة "سيفاستوبل"، في جمهورية القرم، أن نسبة حضور الناخبين في المدينة بلغت 89.5%. من جانبه، أكد لينور عثمانوف، زعيم تتر القرم، أن أكثر من نصف "التتر" القاطنين في المدينة شاركوا في الاستفتاء، وأن غالبية هؤلاء أيّدت الانضمام لروسيا، مشيرًا إلى أن نسبة حضور تتر القرم كانت بالإمكان أن تكون أعلى من ذلك لولا موقف ما يسمى بمجلس تتر القرم الذي دعا أبناء هذا الشعب إلى مقاطعة الاستفتاء، ووصف عثمانوف هذا الموقف ب"غير البنّاء". وذكرت قناة "روسيا اليوم"، أن النائب الأول لرئيس حكومة القرم رستم تيميرجالييف، أعلن أن برلمان الجمهورية سيجتمع في الساعة العاشرة صباح اليوم، لإقرار طلب رسمي بانضمام القرم لروسيا. وفي نفس السياق، نزل الآلاف، مساء أمس، إلى شوارع عاصمة القرم سيمفروبول وسيباستوبول للاحتفال بنتائج الاستفتاء التي أيدت بأغلبية ساحقة الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.