أتى الصباح بعد ليلة طويلة من محاولات السيطرة على الحريق والخروج دون إصابات، وسارع البعض لتفقد كنيسته التي التهمتها النيران أمس الخميس، وتوافد أهالي حلوان إلى مقر كنيسة مار جرجس بشمال حلوان، حيث نشب الحريق. "لم يتبق من الكنيسة سوى حطام".. هكذا قال مينا رضا أحد سكان المنطقة، الذي مرّ على الكنيسة صباح اليوم: "الحريق طال كنيستين، بدأ في الكنيسة الصغيرة ودي ممنوع تماما الدخول لها، وبعدها اتنقل للكنيسة الكبيرة". يقول رضا في حديثه ل"الوطن" إنّ الكنيستين من الخشب، وبهما أيقونات أثرية أتت النيران عليها، موضحا أنّ الجميع ينتظر تقرير البحث الجنائي لمعرفة والوقوف على أسباب الحريق، فالكنيسة محطمة تماما ولم يتبق منها سوى المذبح.
نبيل نزيه عزمي، واحدا من أبناء الكنيسة، يقول إنّ الكنيسة تعود للقرن التاسع عشر، وحين بنيت كانت كنيسة أرمنية وكان الألبان يصلون فيها وقت الحرب العالمية، وفي سبعينيات القرن الماضي اشترتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الأرمن. وأوضح عزمي ل"الوطن" أنّ الكنيسة مبنية على هيئة مركب مقلوب، وسقفها من الخشب المطعم بالقرميد، بينما الجدران من المباني الأسمنتية، مرجحا أن يكون السقف الخشبي سببا في سرعة التهام النيران للكنيسة. نشوب حريق في كنيسة مارجرجس بحلوان ويعود الحريق للساعات الأخيرة من مساء أمس، حيث اندلع حريقًا هائلًا داخل كنيسة مار جرجس بدائرة قسم حلوان، وجرى الدفع ب10 سيارات إطفاء و4 سيارات إسعاف للسيطرة على الحريق، ولا يوجد خسائر في الأرواح، حسب ما قال مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة. وأكد المصدر الأمني أنّ الحريق نشب في غرفة داخل الكنيسة، وتمكن الأهالي ورواد الكنيسة من إخلاءها ولم يسفر الحادث عن أي خسائر في الأرواح، موضحا أنّ أجهزة الأمن والحماية المدنية فرضت كردونا أمنيا وجرى السيطرة على النيران، وجار الكشف عن أسباب الحريق للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه. من جانبها، ذكرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أنّ الحريق الذي اندلع بكنيسة الشهيد مارجرجس التابعة لإيبارشية حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس، لم يسفر عن إصابة أي شخص إطلاقا. وأضافت الكنيسة في بيان رسمي لها أنّ سيارات قوات الدفاع المدني سيطرت على الحريق، وما زالت مستمرة في عملها لإخماده نهائيا، لافتة إلى أنّ أهالي حلوان يحتشدون للمساعدة في إخماد الحريق، ويساعدون رجال الإطفاء، فضلا عن إخلاء منزلين بمحيط الكنيسة بسبب تصاعد الأدخنة وألسنة اللهب.