■ ما تفسير خروجك من الوزارة؟ - كان لدينا رغبة فى الاستقالة قبل الاستقالة الفعلية، وبدأنا نضيق من الانتقادات الموجهة لنا، وشعرنا أننا حكومة مستهدفة لأن روح الاستهداف كانت معلنة بشكل كبير، لكن أنا كوزير فتحت على نفسى جبهات كثيرة، لأنى وجدت أن البعض يفسر التجارة بأنها فوضى، فقمت بفرض التسعيرة الإجبارية بعد توافق مجتمعى لأننا وجدنا هوامش الربح غير معقولة، واجتمعنا مع نقابة الفلاحين وتجار التجزئة وممثلين للمجتمع المدنى وجمعيات حماية المستهلك، لأننا ندرك أن المواطن أصبح مستهلكاً عالمياً، ودخله لا يتفق مع الوضع العالمى، لكن حين ضبط مدير مكتبى برشوة فى منزله، وعلمت من هيئة الرقابة، كان ردى عليهم «اقطعوا رقبة أى منحرف»، وقمت بالتخلص من فلول الإخوان داخل الوزارة. وعند دخولى الوزارة واجهت فساد أشخاص وأنظمة وتشريعات، وقمنا بالتدرج فى مواجهتها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة، وقمت أيضاً بإقالة رئيس مجلس إدارة الصوامع وكان يشغل أيضاً منصباً فى الوزارة، وأقلت أيضاً رئيس الإدارة المركزية للاستيراد فى هيئة السلع التموينية. ■ وما كواليس الجلسة الأخيرة للحكومة؟ - جلسة استقالة الحكومة كانت مفاجئة لنا جميعاً، وما أعلمه أن الرئيس التقى الدكتور حازم الببلاوى وطلب منه الاستقالة ورفض، وبعدها بيومين قابله مرة أخرى ووافق على استقالة الحكومة، وكنا نعلم أننا حكومة إنقاذ أو خريطة طريق أو تسيير الأعمال، وبما أن مصر لديها استحقاقات من بينها الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فالحكومة السابقة وضعت أيضاً خريطة طريق لأى حكومة بعدها. المشير السيسى أعلن أنه حينما وقف مع الشعب كان يريد الوقوف مع الشعب وإنقاذه لأن «البلد كانت رايحة فى سكة اللى يروح مايرجعش»، وقال لنا فى بداية عمل الحكومة بعد تشكيلها إن ترشحه للرئاسة لم يدر فى باله على الإطلاق، وهناك هجمة محلية وعالمية ضد مصر، وهو وقف ومعه الجيش بجانب مصر، وأعتقد أن السيسى دفع إلى الترشح بحب الشعب. ومصر تواجه حرباً بكل أساليبها خارجياً وداخلياً، وتستخدم فيها أساليب كثيرة. ■ بم تفسر عدم اختيارك مجدداً لتشغل منصب وزير التموين فى حكومة المهندس إبراهيم محلب؟ - ربما رئيس الحكومة الجديد، يرى أنه اختار الشخص الذى يرى فى قرارة نفسه أنه سينسجم مع حكومته ومع متطلبات الفترة المقبلة، والأمر لا ينطبق فقط على حقيبة وزارة التموين، بل أرى أنه يتعلق ب11 حقيبة تم تغيير وزرائها. ■ طوال فترة وجودك بالوزارة، كانت هناك معلومات تتسرب إلى الإعلام بأنك زميل دراسة للمشير عبدالفتاح السيسى فى الكلية الحربية؟ - غير صحيح على الإطلاق، فأنا أكبر من المشير السيسى ب4 سنوات كاملة، الشىء الوحيد الذى يربطنا أننا عشنا فى منطقة واحدة وهى الجمالية. ■ البعض يفسر الاستقالة المفاجئة التى تقدمت بها الحكومة، بأنها جاءت حفاظاً على صورتها أمام الرأى العام خوفاً من إقالتها؟ - الظاهر لنا كوزراء سابقين أن الحكومة تقدمت باستقالتها وفقاً لرؤية رئيس الوزراء، لكن الأسباب الحقيقة لتلك الاستقالة «يعلمها الله». ■ البعض يربط بين قرار استقالة الحكومة ومسألة ترشح المشير السيسى للرئاسة، هل نوقشت تلك النقطة فى الاجتماع الأخير للحكومة ولو على شكل أحاديث فردية بين الوزراء؟ - لا أعتقد وجود رابط بين الاستقالة وترشح وزير الدفاع، لكنى مازلت مصراً أن هناك نقطة غامضة فى قرار الاستقالة تحتاج ل«تفسير». ■ البعض يتحدث عن أن هناك ضغوطاً مورست من قبل وزراء بعينهم داخل الحكومة، لإصدار قرار بفض اعتصام رابعة العدوية؟ - بالعكس، منذ اليوم الأول للحكومة، اتفقنا على ضرورة وجود استقرار أمنى من أجل دفع العجلة الاقتصادية للبلاد، ومن أجل ذلك قررنا فى الاجتماع الثانى لمجلس الوزراء، تكليف القوات المسلحة ووزارة الداخلية بالتصدى لكل صور العنف والإرهاب والخروج عن الشرعية، سواء فيما يتعلق بالاعتصام أو مسيرات لأنصار الرئيس المعزول فى الشوارع. ■ هناك عدد من وزراء حكومة الببلاوى ومنهم الدكتور أحمد البرعى قال صراحة أثناء توليه حقيبة التضامن الاجتماعى، إنه مستعد للتطوع فى حملة المشير السيسى الرئاسية.. ماذا عن موقفك؟ - لا علاقة لى بحديث الدكتور البرعى، موقفى الحالى هو أنى ليس لدى أى مانع فى دعم المشير السيسى فى الرئاسة، ولكنى أنتظر الاطلاع على البرنامج الانتخابى لوزير الدفاع. ■ وماذا عن انطباعك حول شخصية المشير السيسى فى اجتماعات مجلس الوزراء؟ - شخص مخلص ووطنى، متواضع، متدين. ■ هناك تخوفات من أن استمرار تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، ربما سينعكس على مخزون القمح؟ - بالعكس، فأنا أقول إننا لدينا مخزون لحبوب القمح يكفى حتى 2 يونيو 2014، ولا داعى للخوف. ■ لو تحدثنا عن وزارة التموين.. فالبعض يرى أن واقعة القبض على مدير مكتبك متلبساً بالحصول على رشوة كانت عاملاً فى خروجك من الوزارة؟ - «أنا مالى بمدير مكتبى.. مش يمكن هو خلايا نايمة.. وأنا هعرف منين»، ومن الوارد حدوث تلك الواقعة، لكن السؤال الأهم أن الواقعة حدثت فى منزل ذلك الشخص وخارج أوقات العمل فكيف تتهمنى بالتقصير. ■ لكن ذلك الشخص أيضاً كان موجوداً معك أثناء خدمتك بمباحث التموين؟ - أنا تركت مباحث التموين منذ 2009، وهو وقتها كان ما زال ضابطاً برتبة صغيرة. ■ بشكل صريح.. هل تعتقد أن تلك الواقعة أثرت بالسلب على صورتك داخل الوزارة بشكل عام، وداخل الحكومة بشكل خاص؟ - «جايز جداً».. لكن الأيام ستثبت أن الاتهام دون وجه حق.