أكد سياسيون وخبراء أن استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوى، أمس، التى وافق عليها الرئيس عدلى منصور، ترتبط بإعلان قرار المشير عبدالفتاح السيسى، بشأن ترشحه لرئاسة الجمهورية، معتبرين أن دور «حكومة الببلاوى» انتهى بإنجاز جزء كبير من خارطة الطريق، وأنه قرار صائب أن تقوم حكومة جديدة بالإشراف على الانتخابات الرئاسية، لا سيما فى ظل خوض «السيسى» الانتخابات. وقال مصدر رفيع المستوى إنه سيتم تقليص عدد الحقائب بالحكومة الجديدة، لتضم 20 حقيبة وزارية، وسيتم دمج ميزانية الوزارات المستبعدة من التشكيل الجديد لميزانية باقى الوزارات. كاشفاً أنه من المقرر طرح اسم الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة، وزيراً للدفاع، بعد أن يعلن المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه للرئاسة رسمياً واستقالته من المؤسسة العسكرية. من جهة أخرى، أكدت مصادر سيادية، أن الساعات القليلة المقبلة قد تشهد أنباء عن استقالة «السيسى» من منصبه، وإعلان ترشحه للرئاسة. وأن هناك مشاورات داخل وزارة الدفاع، لتعيين الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة، وزيراً للدفاع، خلفاً للمشير عبدالفتاح السيسى، بعد استقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور حازم الببلاوى. وأضاف المصدر فى تصريحاته ل«الوطن»: «إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيعقد اجتماعاً لمناقشة التطورات الجديدة، وتحديداً ما يتعلق بوزارة الدفاع». من جانبه، قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى: «إن استقالة الدكتور حازم الببلاوى من رئاسة الحكومة، كان أمراً متوقعاً، ليخلو منصب المشير السيسى، ويعلن ترشحه للرئاسة، مع تشكيل حكومة جديدة يرأسها رئيس وزراء جديد وتتضمن وزيراً جديداً للدفاع خلفاً للمشير السيسى». وقال «أبو الغار»: «إن الحكومة أدت واجبها فى فترة صعبة جداً، واستطاعت أن تحقق بعض الإيجابيات والإنجازات رغم صعوبة الفترة الحالية واضطراب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وأهم ما حققته هو المضى فى خارطة الطريق وإقرار الدستور الجديد للبلاد»، مستدركاً: «طبعاً وقعت الحكومة فى بعض الأخطاء، ونتمنى تجاوزها بالمرحلة المقبلة». وقال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، إن تشكيل الحكومة الجديدة سيخلو من اسم المشير عبدالفتاح السيسى كوزير للدفاع. مضيفاً: «إن المشير السيسى حسم أمر ترشحه، ولا ضغوط داخلية أو خارجية ستجعله يتراجع عن النداء الشعبى، ومطالبات الجماهير بترشحه لرئاسة الجمهورية باعتباره رجل المرحلة الحالية»، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية هى حصن الأمان فى المرحلة الحالية. وأوضح «بكرى»: «إن المشير عبدالفتاح السيسى يراجع الآن الخطوات النهائية قبل إعلان برنامجه الانتخابى لرئاسة الجمهورية، فضلاً عن المشاورات الأخيرة حول أعضاء الفريق الذى سينضم لحملته الانتخابية، لافتاً إلى أن المهندس إبراهيم محلب المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب ما كشفته مصادر حتى مثول الجريدة للطبع، سينتظر قرار رئيس الجمهورية لاختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل، وذلك بموجب الدستور. من جهته، قال وحيد عبدالمجيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تأجيل إعلان المشير السيسى ترشحه للرئاسة، مرتبط بإعداد برنامجه الانتخابى وفريقه الرئاسى، قائلاً: «السيسى يعلم جيداً أن الشعبية وحدها لا تكفى، وأن تلك الشعبية لن تستمر إلا إذا قدم برنامجاً واقعياً يعالج مشكلات المواطنين ويحسن من أحوال البلد بشكل ملموس، لا سيما أن طموحات الناس مرتفعة جداً، وينظرون إليه باعتباره منقذاً».