قال اللواء أركان حرب ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن ما حدث في الحرب صورة مشرفة متكاملة للتكاتف الكبير بين الشعب والقوات المسلحة، فالجميع تعاون من أجل استعادة الأرض والهيبة المصرية. وأضاف «شهود»، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن كلمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كانت دليلا واضحا على أن المصريين لن يتهاونوا لحظة واحدة في استعادة أرضهم بالحرب، لافتا إلى أن انتصار أكتوبر جاء بسبب المواطن المصري؛ فكافة المصريين تكاتفوا من أجل خوض المعركة وتحقيق الانتصار بها.وأشار، إلى أن مظاهر التعاون بين القوات المسلحة والشعب في حرب أكتوبر عديدة ومتنوعة ومنها؛ أنه كان مسموحا للطيارين المصريين الهبوط الاضطراري للطائرات المقاتلة على طريق "مصر - إسكندرية" الزراعي في حالات الضرورة فكان الفلاح المصري يساعد الطيارين، ويقوم بسحب الطائرة إلى مكان آمن وتغطيتها بأوراق الشجر حتى لا ترصدها طائرات العدو وتقوم باستهدافها، فالفلاح المصري فعل هذا من دافع حبه لوطنه وجيشه ولم يعلمه أو يطلب منه أحد أن يفعل ذلك. وشدد على أن ما قام به جيل أكتوبر ما هو إلا تنفيذ لأوامر المصريين، مؤكدا أنه لو أتيحت الفرصة للجيل الحالي سيكون أداؤهم أفضل من جيل أكتوبر.وأشار إلى أنه مع الإنجاز الكبير الذي تحقق في يوم 6 أكتوبر ولحظة انطلاق الحرب والنجاح في تنفيذ الأهداف الأولى من الحرب في 6 ساعات هناك أيضا عدد من التواريخ المهمة التي يجب أن يتم تسليط الضوء عليها، فمنذ يوم 16 أكتوبر حين وصلت القوات الإسرائيلية قرب القناة، رفعت الدول العربية سعر برميل البترول من 3 دولارات إلى 11 دولارا للبرميل، ما تسبب في أزمة كبيرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، وأصبح هناك حالة سخط من مواطني تلك الدول على قادتهم.وتابع قائلا: "هناك أيضا تاريخ مهم وهو 17 أكتوبر، حين تحولت فيه القوات المصرية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة تطور الهجوم، الأمر الذي تزامن مع وصول الجسر الجوي والبحري من أمريكا إلى إسرائيل لمساعدتها في الحرب"، ويأتي يوم 19 أكتوبر والذي اتخذت فيه منظمة "الأوبك" قرارا بمنع تصدير البترول نهائيا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدول الأوروبية الداعمة إلى إسرائيل.وأشار إلى أن كل الدول العربية وقفت وساندت مصر في حربها ضد العدو، حتى أن اليمن وجيبوتي دعما القوات المصرية واستضافا القوات البحرية المصرية، لافتا إلى أنه منذ انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 أصبح لدى الدول العظمى هدف واحد فقط وهو تقسيم المنطقة العربية لمنع توحد العرب مرة أخرى، وظهرت أولى خرائط التقسيم للشرق الأوسط عام 1982، مشيرا إلى أنه يتم حاليا العمل على تقسيم المنطقة والدول العربية إلى دويلات.وشدد على أن جيل أكتوبر ليس أفضل من الجيل الحالي القادر على تحمل المسؤولية وحماية البلاد ضد أي تهديد، مؤكدا أهمية التسليح الجديد والتنوع في مصادره، لأن تأمين البلاد لا يتم إلى بتنوع السلاح، لافتا إلى أن القوات المصرية تقوم بإضافات على تصميم السلاح واستخداماته، مشددا على أهمية إحياء دور الهيئة العربية للتصنيع والإنتاج الحربي.