سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القبض على سمسار يؤوى 7 شباب فى «مطوبس» قبل تهجيرهم إلى إيطاليا رئيس مباحث كفر الشيخ: تصاعد رحلات الهجرة غير الشرعية بعد الثورة.. وشيخ الصيادين: «المسئولون ودن من طين والتانية من عجين»
ألقت مباحث مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ القبض على سمسار يُدعى عبد الرحيم فرج محمد (45 سنة- صياد) مقيم بأبو خشبة التابعة للجزيرة الخضراء مركز مطوبس وكان يؤوى 7 شباب صغار السن من فاقوس بالشرقية لمساعدتهم فى الهجرة غير الشرعية لإيطاليا مقابل 45 ألف جنيه لكل شاب، وتحرر المحضر رقم 6239 إدارى مركز شرطة مطوبس، وجارٍ العرض على النيابة العامة. وتعد قرية «برج مغيزل» التابعة لمركز مطوبس من أشهر قرى مصر، نظراً لارتباطها بالهجرة غير الشرعية للحالمين فى الثراء السريع، من خلال السفر للدول الأوربية، خاصة إيطاليا واليونان، وتبعد برج مغيزل عن مدينة كفر الشيخ ب150 كيلو متراً، فى نقطة متقدمة على البحر المتوسط، وتعتبر مكاناً مثالياً للهجرة غير الشرعية، لأن موقعها عبارة عن رأس مدبب فى البحر المتوسط، كما أن لها عدة مداخل تصعب السيطرة عليها، فهناك مدخل من نهر النيل يتسلل إليه القادمون من الدلتا عن طريق القوارب، وهو مدخل يصعب إحكام الرقابة عليه. ونظراً لامتداد شواطئ المحافظة على البحر المتوسط بطول 118 كيلو متراً، ووجود عدد كبير من مراكب الصيد فى رحلات الصيد العادية، ينتشر بمركز مطوبس سماسرة الهجرة غير الشرعية، ويتخذون من المقاهى مقرات لإدارة أعمالهم، ويتم إيواء هؤلاء الشبان فى منازل خاصة بالسماسرة، لحين موعد سفرهم، وتشتهر القرية بوجود أكثر من 500 مركب صيد معظمها غير مرخص، وتُستغل فى هجرة شباب يخاطرون بحياتهم وبكل ما لديهم، حالمين بتحقيق مستوى معيشى أفضل وهروباً من شبح البطالة والفقر الذى يطاردهم فى بلادهم. ومن جانبه، قال العميد أمجد عبد الفتاح، رئيس المباحث الجنائية بكفر الشيخ، إن رحلات الهجرة غير الشرعية زادت بعد الثورة، ووصل عدد المقبوض عليهم 200 من خلال 8 مراكب ضُبطت على شواطى كفر الشيخ، ويستخدم السماسرة أسماء حركية حتى لا يتم كشفهم أو الإبلاغ عنهم مثل: أبو عوف، المحارب، البحار، الفانونس، أبو مصعب. وأضاف عبد الفتاح أن معظم رحلات الهجرة غير الشرعية تبدأ من المناطق المهجورة، وليس من أمام القرى، باستخدام المراكب المتهالكة، لأنها فى الغالب تتعرض للغرق وتذهب أرواح هؤلاء الشباب بأسرع من حلمهم بالثراء السريع، ويتفق السماسرة مع الشباب من خارج المحافظة، وفى الغالب يكون ذلك عن طريق وسيط حتى لا يقبض على هؤلاء السماسرة، الذين ينجحون فى معظم رحلات الهجرة غير الشرعية رغم إحباط الأمن لعدد كبير من هذه الرحلات. وتعانى قرية برج مغيزل التى يُقدر تعداد سكانها ب50 ألف نسمة، الفقر والبطالة، وغياب المرافق والخدمات، من كهرباء وصرف صحى، ومياه نظيفة، وشبكة اتصالات، ورغيف خبز، وسوء حالة الطرق والمواصلات حث يصعب الوصول إليها من مركز مطوبس التابعة له لسوء حالة الطريق المؤدى إليها، ويعتمد أبناء القرية على مدينة رشيد فى قضاء مصالحهم، وذلك عن طريق استخدام المعديات من شاطئ نهر النيل، وهذه المعديات متهالكة، ويتم «حشر» الركاب بها بالمخالفة للعدد المقرر لكل معدية، وهى معديات قديمة ومتهالكة، ويحدث لها العديد من الحوادث بالغرق فى قاع النهر، كما حدث خلال الفترة الماضية. وأوضح حمودة فهمى، شيخ الصيادين، أن أبناء القرية طالبوا أكثر من مرة بضرورة عقد اجتماع أو مؤتمر مع المسئولين عن الخارجية والثروة السمكية، ووزارة الزراعة والتعاون الدولى لمناقشة وبحث هموم ومشكلات الصيادين، ودراسة هذه الظاهرة، لكن الجميع «ودن من طين والتانية من عجين»، ولم يستجب أحد، خاصة بعد ثورة 25 يناير، ويجب على الجميع العمل على حماية المراكب والصيادين المصريين خلال رحلات الصيد فى مياه البحر المتوسط. وطالب عدد كبير من الصيادين من أبناء القرية بضرورة إنشاء وزارة للثروة السمكية والمصايد، أسوة بباقى الدول العربية والأوروبية لتراعى مشكلات الصيادين الذين يمثلون نحو 13% من سكان مصر وينتشرون فى جميع المحافظات من بحرى إلى الصعيد ويمدون الأمن الغذائى بنحو 45% من احتياجات مصر.