احتفت قافلة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم، في خطبة الجمعة بالمساجد الكبرى في محافظتي القاهرة والجيزة بالشهداء. وبين العلماء إن بلوغَ الأهداف الكبرى ونَيلَ الغاياتِ العظمى في هذه الحياة يستلزم تضحياتٍ جِساما مكافِئة لها، ولا ريب أن سموَ الأهدافِ وشرف المقاصد ونيل الغايات يقتضي سمو التضحيات وشرَفها ورقي منازلها، ويأتي في الذروة منها التضحية بالنفس، وبذل الروح - التي هي أعز ما يملَك - رخيصة في سبيل الله نصرة لدينه، ورغبة في عزة البلاد وكرامة العباد. وأوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير، في خطبة الجمعة من مسجد النور إنَّ الشهيد أرفعُ الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين، فالشهادة اصطفاءٌ من الله واجتباء، وهي مِنحة يمنحها الله لأحب خلقه إليه بعد الأنبياء والصديقين، وقد استعلى الشهيد على محبوباته، وتغلب على شهواته، وانتصر على رغباته، واسترخص الحياة في نَيل شرف الشهادة في سبيل الله. وأضاف أننا إذ نُحيي يومَ الشهيد إنما نعني شهيد الدارين الدنيا والآخرة ونُقر أنفسنا والجميع بهؤلاء الذين ارتَقَوا بأرواحِهم إلى الله عز وجل وفازُوا برِضوانه، ونستنهض هِمَمَا تثاقلت إلى الأرض ورضيت بالحياة الدنيا من الآخرة. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، عميد كلية العلوم الإسلامية، في خطبة الجمعة من مسجد عمروبن العاص إن الخوف من ألم القتل، وحبَّ الحياة، والخشيةَ من الموت هي أكثرُ ما يُقعد الناسَ عن خَوض غمار المعارك فداءً للدين وللوطن، ومن أجل ذلك أكرم الله الشهيد بأعظم الكرامات ومنها أن صفقته مع الله مضمونة الربح بمجرد الوفاءِ منه ببذلِ النفس، والثمن المبذول من الله هو الجنة.