واصلت الإضرابات والاحتجاجات الفئوية اجتياحها للمصالح الحكومية، وشركات القطاعين العام والخاص، فى مختلف المحافظات، وانحسرت مطالب المحتجين فى تحسين الأوضاع المالية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ورفع القرارات والجزاءات التعسفية عن العمال والموظفين، فى الوقت الذى يتحرك فيه وزراء حكومة محلب فى الشارع لحل أزمات العمال والموظفين. ففى السويس، واصل عمال مصنع سيراميكا كليوباترا بالعين السخنة، إضرابهم عن العمل لليوم الثالث على التوالى، وتم إيقاف العمل بالمصنع بشكل كامل للمطالبة بصرف حقوقهم المالية، وعودة 26 عاملاً، قدموا استقالتهم، وعلى رأسهم أعضاء اللجنة النقابية المستقلين تحت ضغط من مجلس الإدارة، بحسب وصف العمال. وقال سعود عمر، القيادى باتحاد النقابات المستقلة بالسويس، إن ما يتعرض له العمال من ضغوط هو تدخل سافر من قبل مؤسسات لا يجوز لها أن تتدخل فى الشأن العمالى، ولا يجوز لصاحب العمل أو لغيره تحديد من يمثل العمال، مؤكداً أن العديد من الاتحادات النقابية فى مصر أعلنت تضامنها الكامل مع عمال مصنع السيراميك. من جانبها، قامت إدارة المصنع بتحرير محضر بقسم شرطة عتاقة، اتهمت فيه العمال المضربين بتعمد تعطيل العمل والإنتاج مما تسبب فى خسائر فادحة للمصنع وحملت الإدارة العمال مسئولية الخسائر الفادحة التى تعرض لها المصنع. فيما طالب العمال خلال جلسة مفاوضات مع الإدارة برعاية قيادات الجيش الثالث بعجرود ب«6» مطالب لحل الأزمة والعودة للعمل، على رأسها تأمين ال26 عاملاً الذين قدموا استقالاتهم بحيث لا تلاحقهم إدارة المصنع قضائياً وصرف الأرباح المتأخرة عن عامى 2012 و2013 وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للعمال وأسرهم وصرف بدل مخاطر وتحريك المتغير مع الراتب، وتطبيق نظام السلامة والصحة المهنية بالمصنع، وهو الأمر الذى رفضه عدد كبير من العمال، معلنين أن العمال الستة الذين قادوا المفاوضات، لا يمثلون العمال وأن مطلبهم الأساسى قبل الحديث عن حقوقهم المالية عودة العمال ال26 الذين قدموا استقالاتهم تحت ضغوط، وعلى رأسهم ممثلو اللجنة النقابية التسعة. وفى دمياط، نظم أصحاب المزارع السمكية بدمياط فى قرى شطا، والشيخ ضرغام، والرطمة، وعزبة البرج، والبصارطة، والسيالة، وقفة احتجاجية ظهر أمس أمام هيئة الثروة السمكية بشطا، مطالبين بتطهير بحيرة المنزلة، وطالب أصحاب المزارع بتقنين أوضاعهم بتلك المزارع وتكثيف الوجود الأمنى بسبب زيادة أعمال الخطف والسرقة والقتل من قبل عصابات الشبول والنسايمة، والعكايرة، وهدد عدد من أصحاب المزارع بالاعتصام حال عدم تلبية مطالبهم. وفى الإسكندرية، هاجم أفراد أمن الشركة الوطنية للزيوت النباتية التابعون للإدارة، اعتصام العاملين بالأسلحة البيضاء والكلاب الشرسة، وقاموا بتمزيق اللافتات الخاصة بالاعتصام، مما أسفر عن إصابة أحد العاملين بجرح قطعى فى اليد إثر تعرضه لضربه بسلاح أبيض، حيث فوجئ العاملون المعتصمون بهجوم أفراد الأمن المزودين بالكلاب، والأسلحة البيضاء بتكليف من الإدارة بمحاصرة اعتصام العاملين المستمر للأسبوع الثانى عشر على التوالى داخل مقر الشركة، والاعتداء عليهم، بسبب مطالبتهم الإدارة برفع الجزاءات التى تم توقيعها على العاملين، ورفع التقييم الخاص بصرف حافز الأداء لسوء استخدام الإدارة له، ورفع المسمى الوظيفى، وزيادة الرواتب بما يناسب المسمى الجديد، وأحقية العاملين فى صرف بدل المخاطر. وقال عبده إبراهيم، أحد العاملين المعتصمين، إن إدارة الشركة حاولت فض اعتصام العاملين بالقوة للمرة الثالثة على التوالى، لافتاً إلى أن الإدارة فى المرة الأولى فصلت العاملين تعسفياً، ثم قامت بقطع التيار الكهربائى والمياه وحاصرت العاملين بالكلاب والبلطجية، ولم تنجح فى فض الاعتصام، والآن تحاول فضه بالقوة، بالسلاح الأبيض والبلطجية. وفى الغربية، نظم العشرات من عمال شركة النقل البرى بكفر الزيات وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة، مهددين بالإضراب عن العمل للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، وأوضح العمال أنهم يتبعون الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى، ويعانون من ضعف الرواتب، وطالبوا بتحسين أحوالهم المعيشة، مؤكدين صدور حكم قضائى لصالحهم يقضى بتحسين الأوضاع المادية للعمال ولكن المسئولين بالشركة يصرون على قراراتهم التى لا تخدم العمال، ما يمثل إهداراً لحقوقهم. وفى أسوان، صعد العاملون بمصنع «كيما للأسمدة» احتجاجاتهم بعد تجاهل إدارة الشركة لمطالبهم، وأغلقوا أبواب المصنع أمام رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وتم منع خروج ودخول السيارات الخاصة بأعضاء المجلس.