وتبدأ الحياه الزوجية السعيدة في السعودية. يقيم عبدالعال وزهرة في شقة قريبة من مقر عمله. ويذهب عبدالعال ليوقظها من نومها في السابعة صباحا قبل ذهابه إلى العمل ويهزها في عنف. عبدالعال: زهرة.. زهرة.. اصحي يللا.. عايز أفطر. زهرة (لا تزال شبه نائمة): إيه؟ في إيه؟ عبدالعال: باقولك اصحي.. قومي يللا. زهرة: هي الساعة كام؟ عبدالعال: الساعة زي ما تكون.. أنا عايز أفطر قبل ما أنزل.. أنزل الشغل على لحم بطني يعني؟ زهرة تقوم من فراشها تتأفف في ضيق. زهرة (في سرها): لحم بطنك إيه؟.. ده انت عندك زي سنام الجمل أكيد.. طبقات من الشحم والدهون وعمرك ما وصلت للجوع عشان تستعملهم.. ده ولا 100 يوم عشان نوصل للحم بطنك. عبدالعال: يللا عايز أفطر.. كده هتأخر. زهرة: بالراحة طيب.. م الصبح... عايز آكل.. عايز أفطر يا ستار يا رب.. إيه ؟ هتاكلنا؟ إيه الناس اللي بتصحى من النوم جعانة دي.. ده انت حتى ما قلتش صباح الخير!!! عبدالعال: ما أنا عمال أصحّي فيكي بقالي ساعتين عشان تقومي. زهرة: تعبانة.. مش قادرة أقوم.. ما عرفتش أنام امبارح.. كان في حاجة كده طوووووول الليل ما بتبطلش.. أقوى من جميع الخنافس والضفادع وكل الحيوانات الليلية.. لا بتكلّ ولا بتملّ.. عبدالعال( يفتعل البراءة): قصدك إيه؟ زهرة: سعادتك طول الليل بتشخر.. ما تلحقش تفصل تقوم تعيد الكره تاني من الأول.. ده ولا شخّارة بالكهربا يا أخي!! عبدالعال: باقولك إيه.. بطلي خيابة عالصبح.. شخير إيه وكلام فارغ إيه؟ انتي لو تعبانة يا اختي هتنامي؟!! زهرة: ما هو في ناس لو جنبها قنبلة ذرية هتنام.. وفي ناس ما تنامش إلا في هدوء.. وللوكسة الشديدة إن من الناس اللي ما تنامش إلا في هدوء..! زهرة: ولا همه أنا باتكلم في إيه.. نمت ولا ما نمتش ولا أولع مش مهم.. اتفضل الفطار يا سعادة الباشا.. أي أوامر تانية؟ عبدالعال: لا زهرة: طيب أنا داخلة أنام بقى. عبدالعال: لا داخلة فين.. هتسيبيني أفطر لوحدي؟ زهرة: تعبانة يا عبدالعال وعايزة أنام. عبدالعال (بلهجة آمرة): مفيش نوم.. الذوق يا هانم بيقولك ما ينفعش تسيبي جوزك يفطر لوحده.. إيه متجوز كرسي أنا ولا كنبة؟ زهرة: باقولك تعبانة. عبدالعال: أنا قاعد دقيقتين أفطر ونازل.. ابقي نامي يا اختي اليوم كله واعملي ماجستير حتى كمان في النوم.!! لكن دلوقتي تقعدي معايا. زهرة: هو أنا لو قعدت معاك هاعرف أنام تاني.. ؟! عليه العوض !! عبدالعال: سيبك بقى من النوم..طول الفطار هنقعد نتكلم في النوم.. تعالي نتأمل في الكون كده. زهرة: امممم وماله (زهرة في شبه حالة نوم). عبدالعال: ويقولك إيه تأمل ساعة خير من خمسين ساعة عبادة. زهرة: إممم. عبدالعال: وربنا خلق البني آدم مننا ليه: للعبادة وإعمار الأرض. زهره: إمم. عبدالعال: وتسمع الآية الجميلة "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" عارفة مين بقى أولى الألباب. زهرة: إيه؟ (وتسقط رأس زهرة رغما عنها على كتفيها من شدة التعب). عبدالعال يغضب بشدة ويقول: إيه يا زهرة ..إيه.. مقعّدك أنا عشان تنامي؟ ولا عشان تتكلمي معايا؟ زهرة تفيق من إغفاءتها فزعة وتفتح عينيها بصعوبة وتجيب بصوت خافت: ما أنا تعبانة.. ومش فايقة. عبدالعال: وأنا قلت لك تفوقي عشان تسليني وأنا بفطر. زهرة: هو أنا يويو يتنطط قدامك يسلي جنابك.. خلاص..خلاص.. أنا فايقة أهو!! عبدالعال: بلا فايقة بلا بتاع بقى يا شيخة.. صدّيتي نفسي عالصبح. زهرة تنظر لتجد جميع الأطباق التي كانت مملوءة بالجبن والطماطم والخيار والبيض والفول ممسوحة عن آخرها فتجيب بسخرية: ما هو باين؟ عبدالعال: أعوذ بالله أعوذ بالله.. أنا نازل من وشك..هاغور. زهرة: في أي داهية؟ عبدالعال: نعم؟ زهرة: قصدي بالسلامة.. مع السلامة. يخرج عبدالعال ويغلق الباب خلفه في عنف، وزهرة تتجه إلى فراشها.. تدخل تحت أغطيتها.. تحاول التقلب يمينًا ويسارًا لتنام فلا تستطيع فتستيقظ وتقول: يوووووه.. منك لله يا عبدالعال.. أقوم أشوف حاجة أعملها بقى.. قال ماجستير في النوم.. قل ماجستير قال... تمشي زهرة في غضب فتصطدم قدمها ب"الكومودينو" المجاور للسرير فتصرخ في ألم: آاااااه.. كده كملت..هو يوم باين من أول اصطباحته!! وأنا عارفة طبعا اصطبحت بوش مين النهارده؟ أعوووذ بالله من الشيطان الرجيم !. (الآراء المنشورة كتبها القراء ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)