داخل منزل ريفى مكون من طابقين، فى منطقة العياط، جمعت «عوكل والخطر والبرج والكاشف» جلسة سمر، بدأت بوصلة هزار، وانتهت بخطة لخطف طفل وطلب فدية. اتفق الأربعة على خطف طفل عمره 11 عاما لابتزاز والده الذى سيحصل على مبلغ مالى كبير من جمعية، احتجزوا الطفل لمدة يومين وقتلوه وألقوا بجثته فى الترعة ثم تفرغوا لمعاونة والده فى البحث عنه.. لكن لم يكن بحسبانهم أن الإيقاع بهم سيكون سهلا.. مجرد رقم هاتف أوقع بهم فى قبضة المباحث. تفاصيل تلك الواقعة جاءت فى 7 مشاهد.. بدأت بخطف الطفل وانتهت بالقبض عليهم بتهمة القتل العمد والخطف. المشهد الأول يوم عادى جداً فى حياة أحمد محمد تمام جنيدى (11 عاما)، أحمد طالب فى مدرسة جرزا الابتدائية ومقيم فى نفس القرية بالعياط. الطفل يلعب أمام منزله.. يذهب لشراء «شيبسى» من سوبر ماركت مجاور للمنزل ويعود.. يقف بجوار والده أمام منزلهما، أثناء حديثه فى التليفون يتحرك الأب متحدثا فى الهاتف كان صوت الرجل مسموعا: «أيوه إن شاء الله.. هاخد حوالى 30 ألف جنيه بعد أسبوع إن شاء.. أصل أنا عامل جمعية وهقبض الفلوس دى بعد أسبوع»، أثناء حديث والد المجنى عليه فى التليفون يمر بجواره شخص يدعى «البرج» واسمه تامر عبدالمعبود وهو جار والد الضحية.. وما هى إلا لحظات وتنتهى المكالمة ويتحدث البرج مع والد الطفل وهو محمد تمام «كاتب بمصنع طوب فى المنطقة».. ويعرف منه أن الكلام الذى تحدث به صحيح وأنه سوف يحصل على مبلغ 30 ألف جنيه بعد أسبوع.. يترك البرج الأب وفى رأسه فكرة ما. المشهد الثانى يبدأ البرج فى فكرة الابتزاز، ابتزاز والد المجنى عليه وتختمر فى ذهنه الفكرة.. وما هى إلا لحظات وهو يجلس فى منزله يتصل بأصدقائه «الخطر وعوكل والكاشف» ويطلب منهم الحضور إليه وتمر نصف ساعة ويجتمع الأربعة ويتبادلون التحية ثم يجلسون. عرض عليهم البرج فكرة الخطف «خطف محمد» وابتزاز والده لدفع مبلغ 170 ألف جنيه وذلك بعد علمهم أن محمد هو الابن الوحيد لأبيه واتفقوا على تنفيذ الخطة. المشهد الثالث «البرج» يستقل توك توك هو والمتهم الثانى الخطر والثالث عوكل، يتتبعون خط سير الطفل ويشاهدونه أثناء لعبه أمام منزله.. المتهمون يستغلون حالة الهدوء فى المنطقة لتنفيذ جريمتهم.. تم اختيار ساعة الصفر، وبالتحديد الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الأحد قبل الماضى وبسرعة يتمكن المتهمون من تنفيذ جريمتهم.. ينزل البرج وعوكل من التوك توك ويخطفون الطفل وينطلقون به إلى منزل مهجور فى إحدى المناطق الجبلية بالعياط ويحتجزونه وبعد مرور حوالى 4 ساعات من تنفيذ الجريمة.. يتصل المتهم الرئيسى البرج بوالد الضحية ويخبره باختطاف نجله ويطلب منه فدية مبلغ 170 ألف جنيه لعدم تعرض نجله للإيذاء. المشهد الرابع والد الضحية يخبر زوجته بتفاصيل الواقعة وينتهى الحوار بينهم بموافقته على دفع الفدية وينتظر والد الطفل اتصال المتهمين به لتحديد موعد لتسليم مبلغ الفدية وعقب مرور قرابة 8 ساعات يتلقى والد الضحية اتصالاً هاتفياً من البرج المتهم الرئيسى فى الواقعة بالاتفاق على مكان تسليم مبلغ الفدية. والد الضحية يشترط سماع صوت نجله قبل تسليمه المبلغ.. المتهم ينادى على الطفل لمحادثة والده وتنتهى المكالمة.. لحظات ويجتمع المتهمون وهم ملثمون أمام الطفل ويتناقشون على تقسيم مبلع الفدية وأثناء المناقشة والطفل بجوارهم يخطئ أحد المتهمين وينادى على المتهم الرئيسى وهو البرج باسمه الحقيقى ويرد عليه الطفل ويخبره بأنه كشفه وسوف يخبر والده. المشهد الخامس يحتجز المتهمون الطفل داخل غرفة ويخططون لقتله بعد أن كشفهم، البرج يقوم بخنقه حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة وباقى المتهمين يلقون بجثته على جسر ترعة قرية جرزا وتسقط جثة الطفل فى المياه ويعثر أهالى المنطقة عليها صباح يوم الاثنين الماضى، ويذهب أحدهم ويسرع إلى منزل والد المجنى عليه ويخبر زوجته وأيضا ينطلق آخر إلى مركز شرطة العياط ويبلغ عن الحادث. المشهد السادس والد الضحية يستيقظ على صوت صرخات زوجته وتخبره بمقتل ابنهما.. الأب يسرع إلى مكان الجثة ويشاهد جثة نجله ملقاة على جسر الترعة والأهالى يقدمون له واجب العزاء فى طفله الوحيد.. وتنطلق منه صرخات لم تتوقف حتى سقط فى حالة إغماء.. وحضر اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية والمقدم محمد فيصل رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، وأيضا تم إخطار النيابة العامة وانتقل أحمد خلاف رئيس نيابة العياط وإسلام رمضان مدير النيابة وعاينت النيابة جثة الطفل وقررت تشريحها وضبط وإحضار المتهمين. المشهد السابع اللواء كمال الدالى مساعد أول وزير الداخلية يشكل فريق بحث وتحرٍ يضم قرابة 11 ضابطاً، وتتمكن المباحث خلال 12 ساعة من تحديد هوية المتهم الرئيسى وهو البرج الذى قتل الطفل خنقا بشال، وتحديد باقى المتهمين من خلال شاهد رؤية شاهد المتهمين وهم يلقون بجثة المجنى عليه وأيضا رقم الهاتف الذى اتصل بوالد الضحية وطلبوا من خلاله الفدية وتم استئذان النيابة وألقى القبض على المتهمين وتبين أنهم تامر عبدالمعبود ومحمد محمد عبدالباقى وعثمان جمعة عبدالغفار وبسام محمد، واعترفوا بارتكابهم الواقعة وأمرت النيابة بحبسهم.